عن لماذا اختار جمال الغيطاني تحديداً؟ يبدأ د.سعيد توفيق المناقشة ،حيث يعتبر أن الناقد هو أيضاً اختيار ، وله ذائقة مثل المبدع والفنان فهو قد وجد " هذا التلاقي بيني وبين جمال ، هذا التلاقي هو الأساس الذي تقوم عليه عملية التعاطف في الفن ، والتي كان هيدجر يسميها " الفهم العاطفي " الذي يولد حوار مع النص ، وهو حوار لا يكون فيه الناقد صامتاً ، بل يساير العمل ويحاوره ، لكي يستنطقه
وبهذه الروح اخترت أعمال الغيطاني ، وأعترف أن ما كنت أؤمن به من رؤى فلسفية قد تعمقت بقراءتي لأعماله . وأنا لست ناقد محترف في هذا الكتاب ، وإنما ناقد هاوٍ . والنقد لابد أن يكون هواية لأنه تعاطف في الأساس" .
.....
واتفق معه د.شاكر عبد الحميد ، في أن أساس قراءة هذا العمل هو الحب . و تحدث عن عدة محاور يقوم عليا الكتاب وهي :
المحور الأول :السيرة الذاتية في التدوين . والتي تحولت في التدوين من خلال التأمل والتذكر ، والخيال إلى شكل آخر ، فيه تخلصت السيرة الذاتية من واقعيتها المباشرة الحرفية التسجيلية فاختلطت بالمتذكر والمتخيل واستعدت أدوات التأمل الانعكاسي بوصفه طريقة في التفلسف تنعكس فيه الذات على نفسها لتتأمل ماهية الموضوعات التي تتداعى على الوعي ، وشكل التداعي هنا لا يكون مرتبا بطريقة كرونولوجية ، أي من الأقدم للأحدث ، بل تأتي الأحداث في ضوء حضورها العاطفي وقوتها الانفعالية .
المحور الثاني هو التداخل بين الأنواع الأدبية ، فهذه الأعمال تجمع ما بين القصة القصيرة والرواية والشعر والسيرة الذاتية ، إضافة إلى ما فيها من أشكال تنتمي إلى الموسيقى والعمارة وفن النسيج والتشكيل .
كما أن فيها إذابة أو تمويه للحدود بين الواقعي والمتخيل وبين الحالي والماضي وبين المرئي واللامرئي .
المحور الثالث هو الذاكرة أو كما يسميها الغيطاني " التحنين " . وهي فكرة الانتشال اللحظي للذات من الوجود الذي يحدث من خلال المرأة أو الأدب أو الإبداع عامة ، والفن والجمال والسفر ، من خلال استدعاء الأطياف ، أطياف الماضي وليس أشباحه ، وذلك في محاولة لتثبيت تلك اللحظة التي يكتمل فيها الوجود ، وذلك من خلال ما يسميه الغيطاني " التحنين " أي استدعاء الشوق والحنين ، أو تمنى وجود الحنان ،وغياب الخوف ، ومن ثم فهو يكون دائماً في حالة ترقب وانتظار ولهفة لحدوث هذه اللحظات وهو يستعين عليها بالذاكرة العاملة وهي تلك التي تمزج بين الخيال والذاكرة والانفعال ، وهي تجمع ذلك كله في لحظة واحدة ، قد تمتد ساعات ،ومن ثم يطلق عليها أيضاً الذاكرة الساخنة ، ويتجسد فيها عنفوان الوجود وقوة الجمع بين الشظايا والنثار والأشتات .
المحور الرابع هو الوعي التخيلي : ذلك المظهر الذي يتبدى للوعي من خلال الانعكاس الذاتي والتأمل والتذكر والتداعي فيوصلنا إلى ما يسميه سعيد توفيق الوعي التخيلي ، وهو هنا يشير إلى موقف سارتر الذي رأى الموضوع الجمالي بوصفه موضوعاً يحيي على مستوى الوعي التخيلي بمنأى عن اللمس والاختلال وواقعية الإدراك الحسي ، فالخيال لدى سارتر هو التعبير الكامل عن الحرية .
فكما يقول الغيطاني أن "الوعي بسر النغم يعني تلاشيه ، والإمساك بالإيقاع إيذان بفنائه ،وأن القرب بعد وأن الإنسان لا يرى نفسه إلى عند تما انفصاله عن وقته ،عن موضع ارتبط به ، عن قوم أحبهم وأحبوه "
المحور الخامس هو الوعي الزماني : فالزمان المجرد الخالص ،زمن الساعة لا يعني شيئاً بالنسبة لنا كموجودات بشرية ، كما يشير سعيد توفيق ،وما يهتم به في قراءته للغيطاني هو الزمان الذي نشعر به ، الذي يعني شيئاً بالنسبة إلى ،مثل حركة القطار ، كقطار الساعة الثامنة صباحاص عند الغيطاني ، فهو مرتبط بساعة بعينها بما يعنيه ذلك الوقت بالنسبة له من دلالات وما يرتبط به من الاقتراب من موضوعات أو بشر ،هنا الزمان زمان شعور ،وزمان مكاني حيث "للمواقيت مواضعها ، وللأماكن عيدها ، واللحظة تعني مكاناً " كما قال الغيطاني ، وسعيد يربط مثل هذه الأقوال وغيرها بمفهوم الزمكانية .
حيث هنا يرتبط القطار بالقرب الذي لا يتم والبعد الذي لا يكتمل ، هان ظل القطار عبر المكان والزمان من خلال هذه الحركة الحرة لكنها مرتبطة بالأرض ، بالعجلات والقضبان.
هذا القرب اللحظي الموقوت بالخيال ، أو اللحظة العابرة التي لا تدوم ، مثل المرأة الموجودة في دائرة التمني والترقب والفقد ، عطش ثانتالوس الذي ما إن تبلغ المياه شفتيه حتى تنزل وتفيض إلى حين ثم تعود وتعود فيظل في عطش دائم . ومن خلال ذلك يستمر معنى وجوده .
المحور السادس الفكرة المسيطرة : فالفكرة المهيمنة في خلسات الكرى كما رأى سعيد توفيق هي فكرة الوجود الأنثوي ، والفكرة المسيطرة على "دنا فتدلى " ترتبط بالمرأة ، وفي "الرن " حضور الأسماء والأصوات وغيرها . وفي سياق هذا تحدث توفيق عن فكرة المركز الخفي الذي يشع بالتفاصيل الصغيرة والمنمنمات دون أن يجعلها متشرذمة بلا معنى يؤلف بينها ، بل ينسج منها صورة كلية دالة ويربط بين ذلك كله وبين تجربة الغيطاني وخبراته في فن النسيج وعلاقته بالحرفيين وأهل الصنعة الذين يتقنون المشغولات الدقيقة .
المحور السابع هو تفاصيل الخيال ، حيث يرتبط بأفكار النسج والنسيج والفسيفساء لذا يمكن أن نسميه خيال التفاصيل وهو بشكل عام له معنيان :
المعنى الأول وهو خيال التفاصيل ويعني ذلك الولع بالوصف التفصيلي للأشياء والأحداث والمواقف والشخصيات ، وهو ناتج عن نوع من الرفض لفكرة العمق ، فالولع السابق بالذهاب إلى عمق الشخصيات والنفاذ إلى ما يوجد وراء الجبهة الاجتماعية في الأدب والفن ، كلها كانت عوامل تقف وراء رفض الأديب الفرنسي آلان روب جرييه لفكرة البعدية . إن الإتجاه أو التصميم الغالب لديه هو قطع أو "فصم عرى " الموضوعات عن جذورها المتخيلة ، وفصلها عن أسرارها ونواحي غموضها المزيفة وجعلها مقدمة أو معروضة من خلال حضورها السيط .
المعنى الثاني هو تفاصيل الخيال : وفيه يتم الذهاب نحو العمق الخاص بالذات ، نحو ما يوجد خلف طبقات الذاكرة ، وحفريات الوعي وأعماق الوجدان ، نحو ما يعتمل هناك من مياه صاخبة هائجة ، تبدو ساكنة لكنها ليست كذلك .
.....
وعن علاقته بالفلسفة تحدث أ. جمال الغيطاني ، حيث قال أن " أعقد الأسئلة الفلسفية هي التي يطرحها الكبار مثل السؤال المشهور " أنا جيت منين " ولكن كان سؤالي أنا هو " امبارح راح فين ؟ "
وكل ما فعلته في حياتي بعدها كان محاولة للفهم ، وسؤال الزمن هذا قادني إلى الاهتمام بالفلك حتى أننى كنت أقضي بالثلاثة أيام في مرصد حلوان ، أتابع ظهور النجوم .
أبحث عن الخصوصية في كل ما أفعله ، فأنا في رأيي أن أي كاتب لاب دأن تكون له بصمة مختلفة عن الآخر . أنا مهتم مثلا بالموسيقى الشرقية وبالسجاد الايراني لأن هذه حرفتي في الأسالس فأنا مصم سجاد ، وكل هذه الاهتمامات من أجل تحقيق هذا الهدف .
وعن كتاب سعيد توفيق يقول : أنني لا أجامل إذا قلت أن هذا "نص على النص " ،فهذا ليس بناقد وإنما هو إنسان عنده نفس التساؤلات التي عندي .
وعن دفاتر التدوين ، يقول أنها ليست كلها أحداث واقعية ، فالدفتر الأول كله خيال محض ، لا يوجد فيه أي واقعة حقيقية . ولكني انطلقت من سؤال صوفي يقول " ماذا كان ممكن أن يكون لو أن ما لم يكن كان ؟ " .
دفاتر التدوين هي مشروعي ، الذي حلمت به منذ البداية ، حيث تمنيت أنأكتب عمل ضخم ، على مدار السنين . وهو عمل مفتوح . وأعتقد أنها خرجت بشكل جديد .
فان الآن أنفر من الأشكال الكلاسيكية للرواية ، التي في آخرها كلمة "انتهت " . فكيف تحدد نقاط تمشي عليها 1.2.3 ليموت أحمد عبد الجواد في النهاية .
فالرواية طبقاً للمفهوم الكلاسيكي تحدد مفهوم للحياة ، غير مقبول الآن .
ويضيف الغيطاني " استخدم في الدفاتر ضمير الأنا ، لأنني لاحظت أن القارىء يكون عنده فضول للتلصص "
ويكمل " أنا عندي فكرة مسيطة وهي فكرة العودة للوصل ، فمثلا في رشحات حمراء ، المرأة فيها هي نفسها المرأة التي شاهدتها صغيراً في قريتي وكانت تسمى فعلا الحمراء ، واكتشفت أن كل النساء اللواتي عرفتهم في حياتي يمتون بصلة ما أو بأخرى لهذه المرأة "وعن علاقته بالمكان والحنين إليه يقول بأن" بأن فكرة التحنين المسيطرة على جزء كبير من كتابته ، في الأساس هي طقس في قريته حيث تتجمع النساء في بيت أحداهن وينشدن الأغاني بصوت مرتفع وذلك حتى يحن الناس لفريضة الحج " وأنا عندما سافرت من الصعيد إلى القاهرة ، نازعتني الأشواق إلى بلدتي الأولى ، كما أنني عشت فترة طويلة في الجمالية ، التي أصبحت مرجع بالنسبة لي فحينما أذهب إلى أي مكان في العالم أقول " بس برضه مش زي الجمالية ".
وبهذه الروح اخترت أعمال الغيطاني ، وأعترف أن ما كنت أؤمن به من رؤى فلسفية قد تعمقت بقراءتي لأعماله . وأنا لست ناقد محترف في هذا الكتاب ، وإنما ناقد هاوٍ . والنقد لابد أن يكون هواية لأنه تعاطف في الأساس" .
.....
واتفق معه د.شاكر عبد الحميد ، في أن أساس قراءة هذا العمل هو الحب . و تحدث عن عدة محاور يقوم عليا الكتاب وهي :
المحور الأول :السيرة الذاتية في التدوين . والتي تحولت في التدوين من خلال التأمل والتذكر ، والخيال إلى شكل آخر ، فيه تخلصت السيرة الذاتية من واقعيتها المباشرة الحرفية التسجيلية فاختلطت بالمتذكر والمتخيل واستعدت أدوات التأمل الانعكاسي بوصفه طريقة في التفلسف تنعكس فيه الذات على نفسها لتتأمل ماهية الموضوعات التي تتداعى على الوعي ، وشكل التداعي هنا لا يكون مرتبا بطريقة كرونولوجية ، أي من الأقدم للأحدث ، بل تأتي الأحداث في ضوء حضورها العاطفي وقوتها الانفعالية .
المحور الثاني هو التداخل بين الأنواع الأدبية ، فهذه الأعمال تجمع ما بين القصة القصيرة والرواية والشعر والسيرة الذاتية ، إضافة إلى ما فيها من أشكال تنتمي إلى الموسيقى والعمارة وفن النسيج والتشكيل .
كما أن فيها إذابة أو تمويه للحدود بين الواقعي والمتخيل وبين الحالي والماضي وبين المرئي واللامرئي .
المحور الثالث هو الذاكرة أو كما يسميها الغيطاني " التحنين " . وهي فكرة الانتشال اللحظي للذات من الوجود الذي يحدث من خلال المرأة أو الأدب أو الإبداع عامة ، والفن والجمال والسفر ، من خلال استدعاء الأطياف ، أطياف الماضي وليس أشباحه ، وذلك في محاولة لتثبيت تلك اللحظة التي يكتمل فيها الوجود ، وذلك من خلال ما يسميه الغيطاني " التحنين " أي استدعاء الشوق والحنين ، أو تمنى وجود الحنان ،وغياب الخوف ، ومن ثم فهو يكون دائماً في حالة ترقب وانتظار ولهفة لحدوث هذه اللحظات وهو يستعين عليها بالذاكرة العاملة وهي تلك التي تمزج بين الخيال والذاكرة والانفعال ، وهي تجمع ذلك كله في لحظة واحدة ، قد تمتد ساعات ،ومن ثم يطلق عليها أيضاً الذاكرة الساخنة ، ويتجسد فيها عنفوان الوجود وقوة الجمع بين الشظايا والنثار والأشتات .
المحور الرابع هو الوعي التخيلي : ذلك المظهر الذي يتبدى للوعي من خلال الانعكاس الذاتي والتأمل والتذكر والتداعي فيوصلنا إلى ما يسميه سعيد توفيق الوعي التخيلي ، وهو هنا يشير إلى موقف سارتر الذي رأى الموضوع الجمالي بوصفه موضوعاً يحيي على مستوى الوعي التخيلي بمنأى عن اللمس والاختلال وواقعية الإدراك الحسي ، فالخيال لدى سارتر هو التعبير الكامل عن الحرية .
فكما يقول الغيطاني أن "الوعي بسر النغم يعني تلاشيه ، والإمساك بالإيقاع إيذان بفنائه ،وأن القرب بعد وأن الإنسان لا يرى نفسه إلى عند تما انفصاله عن وقته ،عن موضع ارتبط به ، عن قوم أحبهم وأحبوه "
المحور الخامس هو الوعي الزماني : فالزمان المجرد الخالص ،زمن الساعة لا يعني شيئاً بالنسبة لنا كموجودات بشرية ، كما يشير سعيد توفيق ،وما يهتم به في قراءته للغيطاني هو الزمان الذي نشعر به ، الذي يعني شيئاً بالنسبة إلى ،مثل حركة القطار ، كقطار الساعة الثامنة صباحاص عند الغيطاني ، فهو مرتبط بساعة بعينها بما يعنيه ذلك الوقت بالنسبة له من دلالات وما يرتبط به من الاقتراب من موضوعات أو بشر ،هنا الزمان زمان شعور ،وزمان مكاني حيث "للمواقيت مواضعها ، وللأماكن عيدها ، واللحظة تعني مكاناً " كما قال الغيطاني ، وسعيد يربط مثل هذه الأقوال وغيرها بمفهوم الزمكانية .
حيث هنا يرتبط القطار بالقرب الذي لا يتم والبعد الذي لا يكتمل ، هان ظل القطار عبر المكان والزمان من خلال هذه الحركة الحرة لكنها مرتبطة بالأرض ، بالعجلات والقضبان.
هذا القرب اللحظي الموقوت بالخيال ، أو اللحظة العابرة التي لا تدوم ، مثل المرأة الموجودة في دائرة التمني والترقب والفقد ، عطش ثانتالوس الذي ما إن تبلغ المياه شفتيه حتى تنزل وتفيض إلى حين ثم تعود وتعود فيظل في عطش دائم . ومن خلال ذلك يستمر معنى وجوده .
المحور السادس الفكرة المسيطرة : فالفكرة المهيمنة في خلسات الكرى كما رأى سعيد توفيق هي فكرة الوجود الأنثوي ، والفكرة المسيطرة على "دنا فتدلى " ترتبط بالمرأة ، وفي "الرن " حضور الأسماء والأصوات وغيرها . وفي سياق هذا تحدث توفيق عن فكرة المركز الخفي الذي يشع بالتفاصيل الصغيرة والمنمنمات دون أن يجعلها متشرذمة بلا معنى يؤلف بينها ، بل ينسج منها صورة كلية دالة ويربط بين ذلك كله وبين تجربة الغيطاني وخبراته في فن النسيج وعلاقته بالحرفيين وأهل الصنعة الذين يتقنون المشغولات الدقيقة .
المحور السابع هو تفاصيل الخيال ، حيث يرتبط بأفكار النسج والنسيج والفسيفساء لذا يمكن أن نسميه خيال التفاصيل وهو بشكل عام له معنيان :
المعنى الأول وهو خيال التفاصيل ويعني ذلك الولع بالوصف التفصيلي للأشياء والأحداث والمواقف والشخصيات ، وهو ناتج عن نوع من الرفض لفكرة العمق ، فالولع السابق بالذهاب إلى عمق الشخصيات والنفاذ إلى ما يوجد وراء الجبهة الاجتماعية في الأدب والفن ، كلها كانت عوامل تقف وراء رفض الأديب الفرنسي آلان روب جرييه لفكرة البعدية . إن الإتجاه أو التصميم الغالب لديه هو قطع أو "فصم عرى " الموضوعات عن جذورها المتخيلة ، وفصلها عن أسرارها ونواحي غموضها المزيفة وجعلها مقدمة أو معروضة من خلال حضورها السيط .
المعنى الثاني هو تفاصيل الخيال : وفيه يتم الذهاب نحو العمق الخاص بالذات ، نحو ما يوجد خلف طبقات الذاكرة ، وحفريات الوعي وأعماق الوجدان ، نحو ما يعتمل هناك من مياه صاخبة هائجة ، تبدو ساكنة لكنها ليست كذلك .
.....
وعن علاقته بالفلسفة تحدث أ. جمال الغيطاني ، حيث قال أن " أعقد الأسئلة الفلسفية هي التي يطرحها الكبار مثل السؤال المشهور " أنا جيت منين " ولكن كان سؤالي أنا هو " امبارح راح فين ؟ "
وكل ما فعلته في حياتي بعدها كان محاولة للفهم ، وسؤال الزمن هذا قادني إلى الاهتمام بالفلك حتى أننى كنت أقضي بالثلاثة أيام في مرصد حلوان ، أتابع ظهور النجوم .
أبحث عن الخصوصية في كل ما أفعله ، فأنا في رأيي أن أي كاتب لاب دأن تكون له بصمة مختلفة عن الآخر . أنا مهتم مثلا بالموسيقى الشرقية وبالسجاد الايراني لأن هذه حرفتي في الأسالس فأنا مصم سجاد ، وكل هذه الاهتمامات من أجل تحقيق هذا الهدف .
وعن كتاب سعيد توفيق يقول : أنني لا أجامل إذا قلت أن هذا "نص على النص " ،فهذا ليس بناقد وإنما هو إنسان عنده نفس التساؤلات التي عندي .
وعن دفاتر التدوين ، يقول أنها ليست كلها أحداث واقعية ، فالدفتر الأول كله خيال محض ، لا يوجد فيه أي واقعة حقيقية . ولكني انطلقت من سؤال صوفي يقول " ماذا كان ممكن أن يكون لو أن ما لم يكن كان ؟ " .
دفاتر التدوين هي مشروعي ، الذي حلمت به منذ البداية ، حيث تمنيت أنأكتب عمل ضخم ، على مدار السنين . وهو عمل مفتوح . وأعتقد أنها خرجت بشكل جديد .
فان الآن أنفر من الأشكال الكلاسيكية للرواية ، التي في آخرها كلمة "انتهت " . فكيف تحدد نقاط تمشي عليها 1.2.3 ليموت أحمد عبد الجواد في النهاية .
فالرواية طبقاً للمفهوم الكلاسيكي تحدد مفهوم للحياة ، غير مقبول الآن .
ويضيف الغيطاني " استخدم في الدفاتر ضمير الأنا ، لأنني لاحظت أن القارىء يكون عنده فضول للتلصص "
ويكمل " أنا عندي فكرة مسيطة وهي فكرة العودة للوصل ، فمثلا في رشحات حمراء ، المرأة فيها هي نفسها المرأة التي شاهدتها صغيراً في قريتي وكانت تسمى فعلا الحمراء ، واكتشفت أن كل النساء اللواتي عرفتهم في حياتي يمتون بصلة ما أو بأخرى لهذه المرأة "وعن علاقته بالمكان والحنين إليه يقول بأن" بأن فكرة التحنين المسيطرة على جزء كبير من كتابته ، في الأساس هي طقس في قريته حيث تتجمع النساء في بيت أحداهن وينشدن الأغاني بصوت مرتفع وذلك حتى يحن الناس لفريضة الحج " وأنا عندما سافرت من الصعيد إلى القاهرة ، نازعتني الأشواق إلى بلدتي الأولى ، كما أنني عشت فترة طويلة في الجمالية ، التي أصبحت مرجع بالنسبة لي فحينما أذهب إلى أي مكان في العالم أقول " بس برضه مش زي الجمالية ".
....
31 _8_ 2008
31 _8_ 2008
هناك 9 تعليقات:
شرفتنى زيارتك لمدونتى
تحياتى
احمد عبدالله
اشكرك يا دكتورة فاطمة على مجهودك الرائع ودعوتك
واسمحى لى اكون صديق للدار وللمدونة الجميلة
وكل سنةوحضرتك طيبة
تحياتى
احمد الصباغ
كل سنة وانتم طيبين والى الامام دائما
ان شاء الله احاول اكون زائرة منتظمة للمدونة
تحياتي
اولا الحمد لله انى وصلت للتعليق ثانيا المدونة جميلة وفريدة من نوعها ثالثا انا احمد الشاعر مدون اسكندرانى كاتب اشعار وارجو ان اكون على تواصل
احمد الشاعر
مدونة وجدى الكومى عليها أخبار رواية شديد البرودة ليلا الصادرة عن دار العين للنشر ودا رابط جروب الرواية على الفيس بوك
http://www.facebook.com/group.php?gid=21750116718
ان كنت ممن يتذوقون الشعر العامى والزجل ، ارجو زيارة مدونتى والتفضل بالنقد والتعليق ، فالنقد كالنصح ، والدال على الخير كفاعله
مدونة متميزه
لينا شرف المشاركة فيها
وشكرا لمروركم الطيب علي مدونتنا
كل عام وانتم بخير جميعا
مدونتة جميلة ومجهود رائع
أول زيارة لى
تحياتى
محمد فوزى
صاحب او صاحبة المدونه
تحيه طيبه وشكرا على اللحظات الجميله التى يقصيها اى زائر للمدونهوهو يتابعها...مزيد من التوفيق وتمنيات من اول برنامج أذاعى من ماسبيرو يتناول الأنترنت والمدونات وبالطبع لنا مدونه وموقع
المدونه
http://netonradio.blogspot.com
الموقع
http://dear.to/cairo
إرسال تعليق