الأربعاء، 27 أغسطس 2008

جمال الغيطاني في العين



تهنئكم دار العين للنشر بمناسبة شهر رمضان الكريم و تدعوكم لحضور ندوة مناقشة كتاب " عالم الغيطانى قراءات فى دفاتر التدوين " تأليف د। سعيد توفيق , و الصادر عن الدار و ذلك يوم الاحد الموافق 31/8/2008بمقر الدار 97 كورنيش النيل – روض الفرج الساعة الثامنة مساءاً

يناقش الكتاب
أ. د. شاكر عبد الحميد
وذلك بحضور الكاتب الكبير / جمال الغيطانى
.....
نبذة
إن السؤال الأساسي الذي يهيمن على دفاتر الغيطاني هو "سؤال الوجود"، ولكن "الوجود يُقال على أنحاء شتى"؛ ولذلك فنحن لا نعرف الوجود في ذاته، وإنما نعرفه في أصدائه وتجلياته:
كيف نقرأ اللامرئي في المرئي، والوجود في العدم أو المعدوم، والحقيقي في المتخيل، والمقيم في الزائل العابر. تلك هي أصداء السؤال الأساسي عند الغيطاني الذي ينبغي أن نرنو إليه عبر المستوى الظاهر للنص: كل شيء عند الغيطاني هو نافذة أو ممر إلى عالم فسيح رحب.. إلى الوجود ذاته، فهو يجعلنا نتشبث باللحظة وبمتعتها وتألقها، ولكن ما إن نبلغ معه غاية تلك اللحظة حتى يأخذنا إلى شيء آخر يتجاوز وجودها العابر إلى شيء ما وراءها!

يدير الندوة
د. فاطمة البودى

السبت، 23 أغسطس 2008

رمضان في العين


تهنىء دار العين للنشر الأمة العربية بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم
وبهذه المناسبة تعلن عن خصم 30 % على جميع اصدارت الدار ، خلال الشهر الكريم ، وذلك في حالة الشراء من مقر الدار الرئيسي في
97 كورنيش النيل _ روض الفرج _ بعد كوبري امبابة
أبراج اللؤلؤوة ( المساكن ) _ عمارة رقم 4 _ الدور الثاني
وكل عام وأنتم بخير

الأحد، 17 أغسطس 2008

الآن .... كتب العين في اسكندرية

1
رشدي
ارت بوك سنتر

401 طريق الحرية مصطفى كامل على ناصية ش خليل الخياط
035423460

مكتبة أكمل
181 ش احمد شوقى
035453714
2
الشاطبى
رويال بوك سنتر

389 طريق قناة السويس -الشاطبى
035932510
3
سان استيفانو مول
مكتبة الشروق

سان استيفانو مول-الدور الأول
034690370

مكتبة معروف
الدور الأول محل رقم 137B
034690024

مكتبة الخياط
سوبرماركت مترو- سان استيفانو مول
0123528603
4
فيكتوريا
مكتبة معروف
366 ش عبد السلام عارف-محطة ترام فيكتوريا
039545591
5
المنشية
مكتبة معروف
4 ش سعد زغلول
034852717
6
سموحة
مكتبة الخياط
سوبر ماركت مترو-سموحة
0123528603

مكتبة الخياط
سوبر ماركت خير زمان -سموحة
0123528603
7
جرين بلازا
مكتبة الخياط
داخل مول جرين بلازا
0123528603
8
محطة الرمل
مكتبة علاء الدين
63 ش صفية زغلول
034876186
01010501

مكتبة معرض الكتاب السكندرى
ش صفية زغلول – مكان سينما همبرا
0101232698

منشأة المعارف
44 ش سعد زغلول
034873303/034853055
9
العجمى
مكتبة على مسعود

البيطاش – شهر العسل
033038870

ستيفن هوكنج في دار العين

"تاريخ أكثر ايجازاً للزمن " لستيفن هوكنج هو من الاصدارت الحديثة لدار العين ، وذلك بالتعاون مع مشروع كلمة .الصدور الأول باللغة العربية للكتاب _ حيث يستحق القارىء العربي أن يحصل عليه بلغته الأم _ ؛ وذلك بعد اطلاقه مرة أخرى ، باللغة الانجليزية للمرة الثانية ، وبعد تغيير اسمه من " موجز تاريخ الزمن " الذي صدر بالانجليزية عام 1988 .
وفي السنوات التي تلته جاءت ردود أفعال القراء من جميع الأعمار والمهن ، ومن جميع أنحاء العالم ، وقد تكرر طلب واحد مراراً من الجميع ، وهو اصدار طبعة جديدة ، تحافظ على روح الكتاب الأول ، لكنها تصف معظم المفاهيم بوضوح وتأن . وقد تم التوسع في المحتوى الأساسي للكتابا لأصلي ؛ ولكن تم مراعات طريقة العرض .
" الكتاب وقت صدوره بالشكل الأول عام 1988 حقق أعلي المبيعات على الإطلاق ، بناءاً على تقييم Sunday Times " " مدة 237 أسبوعاً . وقد بيع منه في المتوسط نسخة لكل 750 رجلاً وامرأة وطفلاً في جميع أنحاء العالم . وكان ذلك نجاحاً مدوياً لكتاب يتناول بعض أكثر الموضوعات صعوبة في الفيزياء الحديثة ، إلا أن هذه الموضوعات الصعبة هي أكثر الموضوعات إثارة ؛ لأنها تتناول التساؤلات الكبرى والأساسية : ما الذي نعرفه عن العالم ؟ وكيف نعرف ذلك ؟ ومن أين جاء هذا العالم وإلى أين يتجه ؟ وهذه التساؤلات هي لب هذا الكتاب .
الهدف من هذا الكتاب ، هو أن نتشارك الإثارة في اكتشافات العالم الحديثة . قال فينمان منذ ما يقرب من أربعين عاماً " نحن محظوظون لأننا نعيش في عصر مازلنا نجري الاكتشافات فيه ، ويشبه الأمر اكتشاف أمريكا ، فأنت تكتشفها مرة واحدة فقط ، والعصر الذي نعيش فيه ، هو العصر الذي نكتشف فيه القوانين الأساسية للطبيعة" .....
...........
و منهج الكتاب ينحو منحى هذه المقولة ، حيث يقول الكاتب في الفصل الأول من كتابه والمعنون بالتفكير في العالم " نحن نعيش في عالم غريب ورائع، فعمره وحجمه والعنف الذي يحتويه وجماله؛ كل ذلك يتطلب خيالاً فوق العادة لإدراكه، وقد يبدو المكان الذي نشغله - نحن البشر - في هذا الكون الشاسع ضئيلاً إلى حد كبير، ولذا فإننا نحاول أن نفهمه، وأن ندرك موقعنا منه. ومنذ بضعة عقود مضت ألقى عالم مشهور - (يقال إنه برتراند راسل) - محاضرة عامة عن الفلك، إذ وصف فيها العالم دوران الأرض حول الشمس، وكيفية دوران الشمس حول مركز لتجمع هائل من النجوم تسمى مجرتنا، وفي نهاية المحاضرة وقفت سيدة عجوز دقيقة الحجم - كانت جالسة في نهاية القاعة - وقالت: "إن ما تقوله هراء، فالدنيا في الحقيقة مسطحة ومستوية ومحمولة فوق ظهر سلحفاة عملاقة". وبعد ابتسامة عريضة أجاب العالم: "وما الذي تقف عليه السلحفاة؟". فقالت السيدة العجوز "إنك شاب ماهر جداً، ماهر جداً بالفعل، إنها سلاحف متراصة بعضها فوق بعض!".

.....
ويعتقد معظم الناس اليوم أن فكرة كون العالم محمولاً على عدد لا نهائي من السلاحف شيء سخيف، لكن ما الذي يجعلنا نعتقد أننا أكثر دراية؟ فلتنس ما تعرفه ـ أو ما تظن أنك تعرفه ـ عن الفضاء، ثم حدِّق في السماء فوقك ليلاً، ماالذي تدركه من كل هذه النقاط المضيئة؟ هل هي نيران دقيقة؟ قد يكون من الصعب تخيل حقيقة هذه النقاط؛ لأنها في الواقع أبعد كثيراً من خبرتنا العادية. وإذا كنت من هواة مراقبة النجوم بانتظام، فإنك من المحتمل أن تكون قد رأيت ضوءًا مراوغاً بالقرب من الأفق عند الشفق، إنه الكوكب عطارد الذي يختلف تماماً عن كوكبنا، فطول اليوم على الكوكب عطارد يساوي ثلثي عام أرضي، وتصل درجة حرارة سطحه إلى أكثر من 400 درجة سلزية عندما تسطع الشمس، ثم تنخفض إلى ما يقرب من 200 درجة سلزية تحت الصفر في قلب الليل. وعلى الرغم من اختلاف عطارد عن كوكبنا إلا أنه ليس من الصعوبة أن نتصوره كنجم؛ فالنجم فرن ضخم تحترق فيه بلايين الأرطال من المادة الثانية الواحدة، وتصل درجة الحرارة إلى عشرات الملايين في قلب النجم.
وهناك شيء آخر من الصعب تخيله؛ وهو البعد الحقيقي لهذه الكواكب والنجوم عنا، وقد شيد الصينيون القدماء بروجاً حجرية ليتمكنوا من رؤية النجوم عن قرب، فمن الطبيعي أن نفكر أن النجوم والكواكب أقرب كثيراً مما هي عليه في الحقيقة، وعلى كل فإننا لا نملك في حياتنا اليومية أي خبرة بالمسافات الشاسعة في الفضاء؛ فتلك المسافات من الكبر إلى درجة لا يمكن أن نتصور بأننا نستطيع قياسها بالأميال والأقدام، كما نقيس معظم الأطوال العادية. ونستخدم بدلاً من ذلك السنة الضوئية؛ وهي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة، إذ ويقطع شعاع الضوء 186000 ميل (300000 كيلومتر)(*) في الثانية الواحدة، ويعني ذلك أن السنة الضوئية مسافة كبيرة جداً، وأقرب النجوم إلينا بعد الشمس هو النجم المسمى "بروكسيما قنطورس" أو "قنطور القريب" (Proxima Centauri)، ويعرف كذلك باسم "ألفا قنطورس" (Alpha Centauri C)، ويبعد عنا أربع سنوات ضوئية، وهي مسافة بعيدة جداً إذ تحتاج أسرع السفن الفضائية إلى عشرات الآلاف من السنين لقطعها.
حاول القدماء جاهدين أن يفهموا العالم؛ لكن لم يكن لديهم ما لدينا من تطور في الرياضيات والعلوم، فنحن نملك أدوات قوية؛ أدوات ذهنية مثل الرياضيات والمنهج العلمي، وأدوات تقنية مثل الكمبيوتر والتلسكوبات। وقد تمكن العلماء بمساعدة هذه الأدوات من تجميع كثيرٍ من المعارف عن الفضاء। لكن ما الذي نعرفه في الحقيقة عن الكون، وكيف توصلنا إلى هذه المعرفة؟ ومن أين جاء العالم؟ وإلى أين يتجه؟ وهل كان للعالم بداية، وإذا كان ذلك صحيحاً فماذا حدث قبلها؟ وما كنه الزمن؟ وهل سيصل الزمن إلى نهاية ما؟ وهل نستطيع السفر في الماضي؟ وقد جعلت بعض الإنجازات الكبرى في الفيزياء من الممكن الإجابة عن بعض هذه الأسئلة الأبدية جزئياً بفضل التقنيات الحديثة، وقد تصبح هذه الأمور يوماً ما بادية الوضوح لنا مثل دوران الأرض حول الشمس، أو ربما مثل سخافة فكرة برج من السلاحف والزمن فقط؛ أياً ما كان ذلك الذي سينبئنا بالإجابة" .

طبعة ثانية لمصر المفروسة



يصدر قريباُ عن دار العين ، الطبعة الثانية من كتاب " مصر المفروسة " لد।محمود عطية الذي حاول أن يجعل من الكتاب " دفتر أحوال مصرياً سجل فيه ملاحظات حول العديد من القرارات والتحركات الحكومية التي ساهمت بقدر لا بأس به في إشاعة روح السخرية وسط حياة مليئة بالنكد .. فقد بدت حكوماتنا وكأنها من يظن نفسه واقفاً في الظلام ولا يراه أحد .. واستغل ذلك في فعلة نكراء .. مع أنه في وضح النهار وبدت عورته لنا جميعاً ، مما أحال حياتنا إلى قمة الكوميديا الراقية ."


الثلاثاء، 12 أغسطس 2008

'المرأة والحدوتة': شهر زاد المصرية تحكي

90 % من مأثوراتنا الشعبية تحملها ذاكرة المرأة المصرية
'كانت هذه العبارة للدكتور أحمد مرسي دافعا للدكتور خالد أبوالليل نحو دراسة هذه الفرضية. حمل جهاز الكاسيت الخاصة به، وطاف علي نساء الفيوم اللواتي يختزن داخل ذاكراتهم مئات من الحكايات، دارسا ومحللا كيف تحكي المرأة الحكاية؟ ومدي الاختلاف بين كل من الرؤية الأنثوية والذكورية عند رواية الحدوتة نفسها
كتشف الباحث في دراسته التي صدرت عن دار العين تعدد قضايا المرأة المتضمنة في الحواديت الشفاهية التي جمعها من شتي مراكز محافظة الفيوم وأهم هذه القضايا حرية اختيار الزوج والصراع ضد سلطة الأسرة والتصدي للسخرية من سذاجة المرأة بحواديت عن سذاجة الرجل كما تناولت الحواديت قضية تفضيل انجاب الذكور وتطرقت كذلك للصراع الطبقي والنضال السياسي في مواجهة 'الملك' أو 'السلطان' حسبما يوصف الحاكم عادة في الحواديت। تباينت سمات رواة الحواديت وتباينت أعمارهن وظروفهن الاجتماعية وانعكس ذلك علي طريقة كل منهن في رواية الحدوتة... هنا مجموعة من هذه الحكايات الدالة والكاشفة॥ التي تثبت ان شهر زاد في الأصل كانت مصرية .
...........
ابن السلطان وبنت الحطاب
صلو علي النبي.. كان فيه واحد حطاب، ومعاه اتنين بنات.. تلاتة بنات.. تلات بنات.. واحدة كبيرة، والتانية وسطانية، والتالتة صغيرة.. فقله.. قله: يا عمي يا حطاب تجوزني بنتك؟ قله طيب لما اشور علي بنتي. جه هو بقي آه.. يقابلها ف الطريق. يقابلها ف الطريق، ويضايقها.. ويقلها: يا بنت الحطاب.. فول أبوكي طاب؟ تقله: 'فول أبويا طاب، وكلوا منه الأهل والأحباب'.. كل يوم يقابلها في الطريق، ويضايقها.وبعدين البت بتتعلم الخياطة عند واحده خياطة.. أبوها بيوديها عند واحدة خياطة.. بتتعلم الخياطة، وتاني راحت هي.. راح هو للخياطة، وقالها: يا معلمة.. قلت له: نعم.. قلها: انا عاوز آه.. أنا عاوزك.. استخبي هنا، وأضايق البنت دي.. قالت له: طب ماشي.. خبته في الخزانة.. وقالت لها: روحي هاتي شوية دقيق علشان نعمل بهم البيض.
راحت تجيب شوية الدقيق، وهو مستخبي ف الخزانة. مدت ايدها راح مخربشها.. قام جات تولي.. يا معلمتي.. يا معلمتي.. قط الخزانة بيخربشني. قالت لها: سمي وهاتي.. سمي وهاتي دا فحل جاموس.. بيحضن ويبوس في بنات الناس.. سمي وهاتي.. عاودت عليها، وعيطت.
قلت لها: أنا مش هخش تاني يا معلمتي.. راحت آه فاتت عليه الصبح.. يعني مشي هو.. مشي، وهي قعدت.. الخياطة قعدتها، وبعدين آه.. قابلها. قلها: يا بنت الحطاب.. يا بنت الحطاب فول ابوكي طاب؟ قلت له: فول ابويا طاب، وكلوا منه الأهل والأحباب.. قلها: يا معلمتي.. يا معلمتي.. دا قط الخزانة بيخربشني.. قالت له: هي بقي بتقله آه.. لا اهو انت؟ لا هو انت اللي كت بتعمل كده؟! دا فحل جاموس بيحضن ويبوس.. سمي وهاتي قلت له: لا هو انت اللي كت بتخربش.. طيب روح.. جات
قلت له: يا بايا أنا مش هروح عند الخياطة دي تاني. منعت رجلها من عند الخياطة. هو بقي علشان يضايقها. جه آه.. راح لابوها، وقله: أنا بقلك عاوز آخد بنتك.. ايه رأيك؟! قله: يا عم.. بنتي.. أنا مش هجوزك بنتي. جه قله: أنا قلت لك أنا هجوز بنتك.. يا ماتفتشي من هنا. راح شار علي ولاده... قلت له: يا بايا آه؟
قلها: يا بنتي دا بيقولي: ما تفوتشي من هنا.. أدام مش راضي تجوزني بنتك. قالت له: يا بايا.. هو عايز منك آه يا بايا. قالها: دا بيقلي تعالالي بكره عايط ضاحك. قلت له: يا بايا خد البصلة ديت اكسرها، وكل فيها أول ما تقرب عليه اكسر البصلة دي وكل فيها. خد البصلة من بنته، وعدي علي ابن الملك، وكل في البصلة. عينه ترغرغ: قله: هي لا هو انت؟ قله أيوه.. جات آه. تاني فات عليه تاني.
راح بقي قلها أنا عاوزك.. عاوزك بكره تجيني.. راكب ماشي.. راكب ماشي كيف ياربي؟ راح لبنته ولأولاده.. قلها:: يا بنتي دا بيقلي: راكب ماشي. قلت له: يا بايا تركب الحمار الصغير ديده. ورجليك تجرجر ف الأرض. راح فايت عليه برده، وراكب الحمار ورجليه تجرجر ف الأرض. قله: اللي راسم لك الحاجة دي مين؟ قله: طيب أنا عايزك مكسي عريان.. لما قله أنا عايزك مكسي عريان. راح عاود علي بنته.. يا بنتي. قلها: دا بيقلي. عايزك مكسي.. عريان. قلت له: يا بايا البس شلب اللي بيصطادوا به السمك ده.وعدي عليه.. البس اللباس، واقلع ملط والبس الشلب عليك،و عدي عليه.لبس الشلب، وعدي عليه.
قله: اللي راسم لك ديده مين؟ راح للبنت تاني.. البنت بتروح المدرسة. راح للأبله بتاعتها. وقلها: أنا عايز أضايق البنت ديدي. فراح علشان يضايقها. راح وقف لها ف الطريق.. بيعملها كدهو. راحت خاطفة منه الساعة جا فايت عليها تاني.. وبيقلها.. يا بنت الحطاب.. يا بنت الحطاب. فول ابوكي طاب؟ راحت عاملا له بالساعة كده. (1) قلت له: فول ابويا طاب، وكلوا منه الأهل والأحباب، وعملها بالساعة كدهو. راح عرف.. عرف بقي انها هي اللي خطفت منه الساعة. راح لابوها.. راح لابوها البيت. وقله: أنا عاوز.. أنا عاوز بنتك.. غلب بقي ابوها معاه. راح كتب له عليها.
راحت البنت للحلواني। وقلت له: ارسم لي عروسه حلاوه॥ بطولي.. رسمت العروسة الحلاوة، وحطتها علي آه.. بعدما ازٌفت حطت العروسة الحلاوة ع السرير.. جه هو مجهز لها سيف علشان يموتها. علشان ما عملت فيه من الفصول دي كلها. جه دخل، والناس مشيت وراح دخل عليها.. بيقلها: دا انت عذبتيني... لا.. انت الرسم دا كله اللي رسمته لي!!! تعالي، وراح خابطها بالسيف، راحت حتة حلاوة طايره في حنكه. قلها: لا انت أولك.. أولك مر، وآخرك حلو راحت طلعه عليه، وعاشوا في تبات ونبات، وخلفوا صبيان وبنات، وعاشوا في أمان الله.
(1) من الواقع أن ثمة اضطراب ينتاب الرواية، فالبداية (بداية الحكاية) كانت مضطربة، فموضوع البداية (قصة الساعة) في هذا المكان، وكذلك موضوع ذهابه الي الخياطة ليضايق ابنة الحطاب يسبق هذا الموقف مباشرة।
....
بستان أخبار الأدب ، 10أغسطس2008،_ من كتاب المرأة والحدوتة الصادر عن دار العين
العدد 787

وجدي الكومي عن شديد البرودة ليلاً

كلنا شركاء في الجريمة
حوار :أحمد ناجي
......
يحكي وجدي الكومي صاحب رواية شديد البرودة ليلا ، والمولود سنة 1980 حكاية تستحق التوقف وتفسر كتابته للرواية التي يمكن وصفها برواية حرب لم يخضها، فقد تخرج وجدي من قسم الآثار المصرية بجامعة القاهرة عام 2001 ليعمل في مجال السياحية، ومع بداية الحرب الأمريكية علي العراق، تعرض سوق السياحية في مصر للكساد، وبالتالي فقد وجدي وظيفته بشكل مؤقت، حتي هدأت الأجواء السياسية وعادت حركة سوق السياحية لأدائها الطبيعي، لكن ما حدث كشف له تأثير الحرب الذي لا يقتصر علي الطرفين المتحاربين، فقط بل يمتد ليشمل الجميع خصوصا في البلدان العربية، وهو ما حاول أن يعكسه في روايته الصادرة مؤخرا عن دار العين .
ورغم أن وجدي يعترف أنه لم يسبق له السفر خارج مصر لأي مكان، لكن الرواية تدور أحداثها في عدد من البلدان العربية بداية من الكويت والصحراء العراقية وحتي قصور المغرب، فبطل الرواية المصري والذي سبق أن شارك في حرب تحرير الكويت في التسعينات، يحصل أخيرا علي عقد عمل مغري في إحدي الدول الخليجية، وحينما يسافر ليستلم وظيفته يكتشف أنه متورط داخل شبكة دعارة ضخمة، مهمته فيها جلب الفتيات من المغرب العربي ومختلف البلدان وتسفيرهم إلي الخليج من أجل توفير المتعة للشيوخ، لكن بطل الرواية جايل الآخري تبدأ في إفساد الأمر وتحويل الفتيات إلي عصابة من القتلة يقومن بتصفية الشيوخ وإلقاء جثثهم في مياه الخليج العربي لينهار كل شيء في النهاية، وفي خلفية الأحداث تبرز حرب الخليج التي يسجل عنها وجدي الكثير من التفاصيل التي تم التعميم عليها طوال السنوات الماضية.
تطلبت الرواية من وجدي أكثر من عام سعي فيه لجمع كل المعلومات الممكنة عن حرب الخليج أعتمدت بشكل أساسي علي كتاب محمد حسنين هيكل عن حرب الخليج (أوهام القوة والنصر) كما لجأت لتسجيل شهادات شخصية لضباط مصريين شاركوا في الحرب، ومعظمهم كان يرفض في البداية الحديث، لذلك فقد كنت أخبرهم أني أقوم ببحث عن الحروب العربية العربية بداية من حرب اليمن وحتي حرب الخليج ومشاركة الضباط المصريين فيها، ومن حديث معهم وجدت عدة إشارات لحوادث إبادة جماعية حدثت للجنود العراقيين، فقد أخبرني أحد الضباط المصريين أن الحرب تم فيها استخدام مركبات هادمة للخنادق، كانت تهدم خنادق الجنود العراقيين، وهم فيها أحياء، بالإضافة إلي قصة قديمة أثرت في منذ كنت طفلا حيث مات أحد جيراني بعد مشاركته في الحرب بسبب السرطان الذي أصابه نتيجة لتعرضه للإشعاع أثناء الحرب، لكني في النهاية لم أرد أن أقدم رواية حرب، بل اردت أن استخدم الحرب فقط كضفيرة، بحيث تأتي في خلفية الأحداث .
في مقابل صورة الجنود العراقيين المظلومين والمدفونين أحياء تحت مدرعات جيوش التحالف التي قدمها وجدي في الرواية، جاءت صورة الإنسان الخليجي سلبية، فهم غالبا شيوخ بجلابيب بيضاء وكروش ممتلئة وأعين جاهزة دائما للالتهام لحم الفتيات، لكن الكومي يدافع عن شخصيات روايته قائلا ليس لدي أي كراهية شخصية لشيوخ الخليج، أنا فقط أخذت لقطة واحده وهي الجانب الاستهلاكي في شخصية الإنسان الخليجي، لكن كل الشخصيات أخذت نصيبها من القسوة، فالجميع اشترك في الجريمة التي حدثت وتحدث حتي الآن، بطل الرواية المصري لم يأتي بصورة أفضل من الآخرين، بل ظهر كقواد .
أحد التيمات الفنية التي استخدمها وجدي في روايته كان تيمة الفصام. فبطل الرواية مطارد دائما ومنذ كان ضابطا في الحرب من شخصية أخري تدعي جابل، يظهر له في فترات متباعده لينهال عليه بالسباب والكلمات، لنكتشف في نهاية الرواية أن الراوي هو نفسه جايل الذي كان مجرد انعكاس وصورة أخري لضميره أو روحه التي فقدها في صحراء العراق، وهي نفس التيمه التي ظهرت مؤخرا في عدد من الروايات التي حققت نجاحا ملحوظا، لكن وجدي يبرر استخدامه لتلك التيمة قائلا فكرة الفصام ليست ملك للأعمال الروائية السابقة واستخدامها ليس مقصور علي روائيين بعينهم، ففي رأي كلنا لدينا قدر من الفصام، وأنا حاولت تقديمه بشكل مختلف عن التجارب السابقة، فليس المهم هو تكرار التيمة بل كيفية تقديمها، نجيب محفوظ مثلا قدم هذه التيمة لأول مرة في سيناريو الاختيار مع يوسف شاهين، لكن هذا لم يمنع روائيين آخريين من تكرارها واستخدامها .
اعتمد الكومي في روايته علي الحوار بشكل أساسي، والذي أحيانا يتحول لمونولوج طويل من شخصية لأخري يحمل خلاصة معني الرواية، مثل مونولوج الرواي لشيوخ الخليج في نهاية الرواية الذي يكشف فيه كل شئ.
ورغم تعدد جنسيات شخصيات الرواية إلا أنها كلها كانت تتحدث الفصحي وبطلاقة لا تعكس لهجتها المحلية، ويفسر وجدي اعتماده علي الفصحي قائلا لم أرغب في كتابة الحوار بالعامية لأن اللهجة المصرية في رأيي محلية جدا، وأنا شخصيا أثناء بحثي وتجهيزي للرواية واجهت كلمات مغربية وجزائرية صعبة جدا لم استطع فهمها، لذلك كانت اللغة العربية منقذي، بالإضافة لاعتقاد أن الأدب من الأفضل أن يكون مكتوبا بلغة يمكن لأي شخصي عربي أن يقرأها ويحكي الكومي قصة أخري تؤكد وجهة نظرها ذات مرة في إحدي القطارات قابلت مواطنا عمانيا يقرأ رواية وردة لصنع الله إبراهيم، الرجل كان معجبا كبيرا بأعمال صنع الله وبالرواية لكن تخيل لو كانت الرواية مكتوبة بالعامية المصرية ما كان من الممكن أن يقرأها هذا الرجل بسهولة
تعرضت الرواية للرفض من قبل صاحب إحدي المطابع نظرا لاحتوائها علي بعض المشاهد الجنسية بالرغم من أن الكومي يقول حاولت كتابة المشاهد الجنسية بشكل مقبول، فأنا لم أرغب في كتابة رواية جنسية، بل أردت أن تكون المشاهد الجنسية معبرة عن حالة إذلال الفتيات، والفجاجة التي يمارس بها الشيوخ الجنس، لذلك لم أكن قلقا من تعرض الرواية لمشاكل رقابية بسبب الجنس كان هاجسي الأكبر بسبب الأراء السياسية في الرواية والمعلومات الحربية الموجودة فيها لذلك اندهشت من رفض صاحب المطبعة الذي كان بالمناسبة أحد الأسباب التي جعلت الناشرة د।فاطمة البودي أكثر تمسكا بنشرها
...
أخبار الأدب _ 10أغسطس२००८
العدد787

الاثنين، 11 أغسطس 2008

حواديت الآخر ... مع طارق إمام وسيد محمود وفاروق عبد الوهاب





البحث عن التناص بين رواية " حواديت الآخر " و بين ألف ليلة وليلة ، كان العنصر المشترك بين جميع المناقشين لرواية حسام فخر الجديدة " حواديت الآخر " وذلك في الندوة التي عقدنها دار العين لمناقشتها .
أدار الندوة أ. سيد محمود ، وتحدث فيها كل من د. فاروق عبد الوهاب ، المترجم والأستاذ بجامعة شيكاغو بالإضافة إلى الناقد والروائي طارق إمام . الذي بدأ قراءته النقدية للرواية ، من غلافها ، وتحديداً العنوان ، حيث أعطته كلمة " حواديت " ، إحساس مبدئي أنه لن يكون أمام رواية بالمعنى التقليدي ، بل أمام نثارات من الحكي تتضافر لتكون نص .
وليؤكد أن الرواية بها هضم واضح للتراث الشرقي ، بدأ يعدد أوجه التشابه بينها وبين ألف ليلة وليلة فهي :
أولاً : تحتوي على فكرة الشخص ، الذي يقوم برحلة ، ويكتشف من خلالها المقولات الأساسية في الحياة .
وثانياً : فكرة الشخص الذي يحكي لشخص آخر ، وهي الحيلة الأساسية التي اتكأ عليها الراوي ، حيث أكد من البداية أن ما يقوله ليس كلامه الشخصي ، بل هو ملقي عليه ، ليوصله بعد ذلك للناس .
ثالثاً : فكرة توالد الحكايات من بعضها البعض .
ثم انتقل إمام ، للحديث عن علاقة الراوي بالآخر . حيث تسود التعمية والتغييب على شخصيهما ، فهما غير مسميين .
كما أن هناك تساؤلاً يخص اختيار الآخر لهذا الراوي تحديداً ، رغم عدم امتلاكه صفات مميزة . مما يقود إلى نتيجة مفادها أن الرواية قائمة على تغريب طرفيها الأساسيين . وهناك جملة مفتاح في الرواية هي " أنا لا ذهبت إلى مدينة النحاس ، ولا رأيت ولا سمعت ، ما أنا إلا رسول وما على الرسول إلا البلاغ". مما يحيل مرة أخرى إلى ألف ليلة وليلة ، تحديداً قصة السندباد البحري وشيخ البحر ، الذي امتطى كتفي السندباد ، وحمله في رحلة شاقة . وبدأ إمام يعدد صفات السندباد ليقف على تشابهه مع الراوي . فهو مغرم بالرحلة ، و لا يُعرف إلا حين يغادر ، حيث لا يصل لأي إجابة في حياته سوى بالخروج ، ولا تحمل حياته أي معنى ، حين يستقر في وطنه .
إذن فسؤال الخروج مسيطر ومهيمن على جو الرواية رغم أنه يصل لنفس الإجابة التي وصل لها شاعر الإسكندرية وهي " لا تأمل في بقاع أخرى، ما من سفين من أجلكوما من سبيل .. ما دمت قد خربت حياتك هنافي هذا الركن الصغير .. فهي خراب أينما كنت في الوجود" .
فالأرض الجديدة ليست يوتوبيا كما يتصور المهاجرون الجدد ، بل ستصبح القدر الذي لا مفر منه . وهنا المفارقة ففي حين يمكنك الإفلات من وطنك القديم ، فلن تستطيع الخروج من المدينة الجديدة مرة أخرى ، بل ستعود إليها مرة بعد أخرى مهما حاولت .
وهناك فكرة تقول " إذا خرجت مرة ستظل أسير هذا الخروج إلى الأبد ".

كما أن فكرة الاختيار تقاسم فكرة الخروج في السيطرة على الجو العام في الرواية . فالبطل دائماً بين اختيارين ، كلاهما صعب فإما أن يسترد حريته وتعدم روحه ، أو يسترد روحه ويبقى سجيناً . وفي كل الأحوال سيبقى أسير قدره .
كما طرح إمام مجموعة من التساؤلات خاصة بالراوي . فكيف يملك هذا الآخر هذه القدرة وهذه السيطرة على الراوي ، رغم أن من خلفيته نعرف أنه الطفل الثالث والأغبى بعد أخوين ذكيين ، بينما هو الأكثر فشلاً فيهم . فكيف يكون بهذا الضعف ، وله كل هذه السلطة على الراوي .
كما أن الرواية التي تتكون من جزأين ، تتطور فيها علاقة الراوي بالآخر من الجزء الأول حيث يكون الراوي مضطر لتحمل الآخر ، بينما في الجزء الثاني ، يتوحد الراوي معه ، ويترجاه في نهاية الرواية ألا يكون هذا نهاية المطاف بينهما .
......................
أما على مستوى الأداء اللغوي ، فإنه جاء مطابقاً للطريقة التي يتم بها خلق العالم في النص . فمثلاً مدينة النحاس ، شعرت أنها مدينة قديمة بعثت على شاشة كمبيوتر ، فأنت تطالع عالم أسطوري ولكنه هنا 3D ، لنجد أن المغارة أخذت شكل تقني ، ويتم فتح باب الكهف ، بالضغط على زر .
وهذا المزج ، نجده على مستوى اللغة أيضاً ، فلغة الآخر هنا لغة تراثية ، مشبعة بالسجع ، وفي طياتها هناك العبارة المغرقة في عاميتها مثل " ضربه بالقلم " فهناك اعتداد باللغة العامية في شتى أشكالها ، موازي لهضم جيد للتراث الشرقي .
ويضيف إمام ، أن هذا النص لا يبغي مناقشة لحظة راهنة ، رغم إن هناك إشارات كثيرة للمرحلة ، ولكنه يبغي الخروج بمناقشات أشمل وموضوعات شمولية .
ويختم إمام مداخلته ، بالحديث عن نقطة ، ارتكاز الحواديت على بعضها البعض ، حيث كل حدوتة خارجة من رحم الأخرى ، والحكى مرتبط في التراث بالموت ، فإذا نجحت بالإفلات بحكايتك ، ستنجح في الإفلات بحياتك . وهنا الحكاية لا تنقذ راويها بل تنقذ المستمع إليها . مما يدفع للتساؤل عن السلطة التي يملكها هذا الآخر الذي يحكي حكايته . ففي ألف ليلة ولية كان المستمع هو الذي يملك سلطة سواء كان ملك أو كبير القوم أو ما شابه . أما هنا لا نعرف شيئاً عن سلطة هذا الأخر .

.............
أما د. فاروق عبد الوهاب فيبدأ حديثه بالتعقيب على كلام إمام حول امتزاج مستويين من اللغة حيث يقول " أن العبارات العامية التي دخلت النص لا تضره ، بالعكس فإنها " تُفصح " ، كما أن لها ميزة أخرى وهي أنها تقربنا من جو الحكايات .
كما يعلق بدوره على العنوان ، ولكن من زاوية أخرى ، حيث لفت نظره أن كلمة الآخر مكتوبة بين علامتي تنصيص ، مما يضفي معنى على شخصية الآخر ، بأنه شيطان الكاتب الذي يقطن داخله ، ويركبه فعلا ً .
ويؤكد د. عبد الوهاب ، أن النص لا يقتبس فقط من جو ألف ليلة وليلة ، بل إنه يعرج على العديد من الأشكال التراثية الأخرى ومنها المقامات .
ويمثل د. عبد الوهاب ، لقضية امتزاج الماضي التراثي بالحاضر التكنولوجي عند الكاتب ، فعندما يذهب الآخر لقبيلة الهنود الحمر ، يعطيه أحدهم محمولاً منوهاً إياه أنه بإمكانه استخدامه مرة واحدة فقط ، فيطلب الآخر منه بدوره حبالاً ومرآة ، ليحاول دخول العالم السحري من خلال المحمول .
وفي محاولة لفك الرموز التي تحفل بها الرواية ، يقول د. عبد الوهاب ، أن مدينة النحاس في ألف ليلة وليلة كانت مدينة جميلة بها كل الكنوز ، ولكن أهلها جميعهم كانوا ميتين ، مما يدلل على أنها ربما تكون في الرواية ، مدينة نيويورك .
وفي رأيه فإن حسام فخر يكتب أدباً ، وهو ليس كالإنتاج الأدبي الغزير هذه الأيام الذي لا يسمن ولا غيني من جوع ، ولكنه الأدب الذي يسمح لنا بالرجوع إليه ، وقراءته مرة بعد أخرى ، عكس الأدب السائد هذه الأيام الذي يقرأه الإنسان ثم ينساه بسهولة .
....
وفي مداخلة لد. كريمة الحفناوي ، أكدت بدورها أن حسام فخر "شرب " تراثه الشرقي ، وأعاد إنتاجه ولكن بدون " فذلكة " . وقالت أنها أسمت الجزء الأول من العمل " فقدان الروح " بينما أسمت الثاني " عودة الروح " حيث فيه نكتشف أن هذا العالم الذي كنا مبهورين به ما هو إلا سراب . والحلم الأمريكي ما هو إلا وهم ، ففي الرواية ، يسلب السجان روح الآخر ، وعندما يفكر مرة أخرى في استعادتها حسب القانون ، يقومون بتغيير القانون نفسه في أربعة وعشرين ساعة ليضيفوا بنداً يقول أن الاستعادة ممكنة ولكن بشرط أن يتم التقدم بطلب في خلال 21 يوم من تاريخ استئصالها ، وهذا البند تم تزوير تاريخ إضافته ليكون قبل يوم واحد من مطالبة البطل استعادة روحه .
فهنا تظهر الدولة التي تدعي الديموقراطية ، على حقيقتها ، حيث تتدخل في حياة الأشخاص بدعوى حمايتهم من الخطر . وفي هذا تستخدم الديموقراطية ، في أسوأ استعمالاتها .
....
أما أ . أمين حداد ، فقد علق على الاختلاف بين جزئي العمل ، كنتيجة لاختلاف وقت كتابتهما ، وهو يرى أن مستوى الجزء الثاني أعلى ، حيث ظهر استخدام فخر للمصطلحات التكنولوجية الجديدة ، وظهر كيف ضفرها في ثنايا الشكل الأسطوري الذي يهيمن على الرواية .
...
بينما علق أ . أحمد الخميسي ، على كلمة قالها د. عبد الوهاب بأن قراءة هذه الرواية مثل أكل " المنبار " ، حيث قال "أن هناك جو شعبي عند هذا الكاتب نفتقده هذه الأيام ، حيث انغلقت أجواء الروايات على مناخ المثقفين ، فلم نعد نرى شخصيات الليلة الكبيرة وما شابه .
كما علق على كلمة أخرى لد. عبد الوهاب ، بأن الرواية بعد حذف عبارات منها ، تكون صالحة للأطفال ، حيث قال بأن " الفنان يرى العالم بعيون طفل ، وحسام فخر سهل ، فهو نجا من قول تيودوروف بأن " الأدب في خطر ، لأن الناس تلهث وراء الشكل " .
....
وعن اهتمامه باللغة ، قال حسام فخر " أنا رجل أكل عيشي من اللغة ، سواء الترجمة أو الكتابة ، كما أن اهتمامي بالأدب يزيد من اهتمامي باللغة " . ونوه فخر إلى مشكلة عدم اعتدادنا بلغتنا العربية ، ف" لو ممثل في أي دولة فعل بلغته ما يفعله المندوبون العرب في المحافل الدولية بلغتهم ، لطرد من وظيفته وسجن " .
كما علق على قضية تطوير اللغة العربية ، حيث قال بأنه في كل مرة ترتفع الأصوات منادية ، بتطوير اللغة لتواكب العصر ، يطلع علينا من يقولون أننا بهذا نهدم قدسية اللغة .
وتعليقاً على كلام د. كريمة الحفناوي ، أكد فخر أن الغربة هنا ليست غربة مكانية ، بل هي غربة نفسية في الأساس . فأنا في نيويورك عندما أتذكر قصيدة كفافيس التي يقول فيها " توجه إلى النافذة بثبات وقل لها وداعاً أيتها الإسكندرية " أخرج إلى شوارع نيويورك التي أعرفها معرفتي لخطوط كفي ، أبحث فيها عن روحي ، بين الأبراج والناس والجنسيات ولا أجدها . آتي هنا إلى مصر ، أمشي في شوارعها التي كنت أحفظها وأعرفها معرفتي لخطوط الكف ، أبحث عن روحي في المقاهي ، وفي بيوت أصدقائي ، وفي رائحة الشوارع ولا أجدها . الغربة عندي غربة مطلقة ، فلا روحي هنا أو هناك .
وفي رد على سؤال وجهه له طارق إمام ، حول تدوينه لتواريخ كتابة الجزأين ، مع أنه كان من الممكن ألا يفعل ذلك ، على اعتبار أنها رواية واحدة ، قال فخر ، بأنه هناك إجابتين إحداهما دبلوماسية والأخرى هي الحقيقية ، أما الدبلوماسية فتقول أن ذلك من باب توخي الدقة ، أما الحقيقية ، فهي أنني كنت سأقع في مأزق أخلاقي وفني ، وهي أن أعدل في شيء سبق ونشرته قبل ذلك ، كقصة قصيرة في مجموعتي القصصية " أم الشعور " ، وبهذا أتدخل في عمل الشاب ابن السادسة والعشرين ، وأفرض عليه حكمة الكهل المقارب للخمسين .
وإكراماً لهذا الشاب الذي كانه ، أخذ فخر يقرأ حدوتة " سلسلة المفاتيح " التي كتبها الشاب ابن السادسة والعشرين ، والتي يظهر فيها حنينه وتوجعه من وطنه في نفس الوقت .
..........
أ‌। حسام فخر : مهاجر للولايات المتحدة ، ويعمل كمترجم في الأمم المتحدة .


أ। سيد محمود : الصحفي ، والمشرف على الصفحة الثقافية بجريدة " البديل "
أ . طارق إمام : ناقد وروائي ، وصاحب رواية " هدوء القتلة " .
د. فاروق عبد الوهاب : مترجم ، وأستاذ بجامعة شيكاغو . ولعب دوراً في خدمة الأدب العربي في الولايات المتحدة ، وتعريف الجمهور هناك بهذا الأدب والعكس .

الاثنين، 4 أغسطس 2008

ندوة مصر المفروسة


تحولت الندوة ، التي أقامتها درا العين للنشر ، لمناقشة كتاب " مصر المفروسة " لد. محمود عطية والصادر عن الدار ، إلى نقاش تفاعلي ساهم فيها المناقشون للكتاب سواء أو نبيل عمر ، وأستاذ صلاح حسب النبي ، ومديرة الندوة د. فاطمة البودي ، أو سواء من الحاضرين والمشاركين ، الذين كان منهم أ. نبيل علي ، ود. فاروق عبد الوهاب ، وأ. محمد كمال ، وأ . جمال قنديل .
...............
الحكومة .. خدها الغراب وطار

"هذا هو حال المجتمع الذي نفقت فيه الحكومة .. مجتمع مفروس " هكذا يبدأ أ. نبيل عمر نائب رئيس تحرير الأهرام ، كلامه بالإشارة إلى ما يسعى الكتاب لعرضه، وأخذ يشير إلى عناصر غلاف الكتاب ، باعتبارها دلائل على ذلك ، فهذا هو " العداد الزيرو " الذي لا يعمل ، وتحته عربية كارو تحمل أقفاص .
ثم أشار عمر ، إلى جملة نالت إعجابه في الكتاب ، وهي " لولا كثرة المفروسين حولي .. لقتلت نفسي " التي رأى أنها مدخل لفهم كيف كتب الكاتب هذه المقالات ، فالمواطن مفروس ، لأن الحكومة نفقت أو تلاشت ، أو خدها الغراب وطار .

صحيح أنها موجودة ، ولكنها ليست مجلس الوزراء ، ولا مجلس الشعب ، بل هي وظيفة وإدارة ، وهذا ما يتناوله د. عطية في أول مقال ، فعندما تنفق الحكومة تصبح هناك حالة من الفوضى فلا أحد يقوم بدورها . وهذا ما يحسه الجميع إذا قاموا بزيارات سريعة إلى وزارة الصحة ، أو لقضاء مصلحة حكومية ، أو حتى لشراء شيء من السوق .
فحتى في البيت ، إذا اختفت حكمة الأم وسلطة الأب ، ماذا سيفعل الأولاد . ولهذا فد. عطية مفروس ، لأن الحكومة سابتنا ومشيت .
كما يضيف " أما أنا عن نفسي فنصف مفروس ، لأنه أفضل أن تتركنا الحكومة وتمشي ، بدل ما تقعد لنا ، ففي هذا الحالة يمكننا أن نكسر قلل وراءها ، ونشكل حكومة بديلة "

وعلى حسب قوله ، فإن المؤلف يرصد هذه الفوضى في مقاله ( المغني السوبر ستار ) حيث يتحول " آل كابوني " من مغني محبوب ، إلى شخص مبغوض من المجتمع ، وذلك لتهربه من الضرائب . ويقارن هنا بين حالته وحالة " تامر حسني " الذي تهرب من الخدمة العسكرية ومع ذلك ، تعاطف معه الشعب ، ولم يتحولوا لكرهه .
كما علق عمر على أحد مقالات الكتاب التي أعجبته وهي " المئة الأكثر فقراً " فالجنيه لا يحب جيوب الفقراء التي تشعره بالوحدة ، بينما يقفز لجيوب الأغنياء حيث ينعم بالدفء مع أشقائه .
....
ومن جانبه ، قال أ . صلاح حسب النبي ، المسئول عن العلاقات الثقافية الخارجية في وزارة الثقافة ، أن الكتاب ليس مجرد دفتر أحوال مصر ، بل هو مكتوب بعين ناقدة لا تكتفي بالتسجيل . ففي مصطلح " نفوق الحكومات " الذي استخدمه الكاتب كعنوان للمقال الأول ، وهو مصطلح يستخدم لموت الحيوانات ، إذن فهو يلقي بظلال على ما كان يره د. عطية في الحكومات حال حياتها المفترضة .
وأشار أ. الكتاب وهي " أن المجرمين أخذوا تكنولوجيا متقدمة أكثر من التكنولوجيا أكثر من التكنولوجيا الموجودة في المجتمع " حيث تصبح " الجريمة المتقدمة في مجتمع متخلف " .
كما علق أ . عبد النبي بأن المؤلف مهموم هم خاص بالتعليم ، فرصد تحول التعليم إلى اللغة الأجنبية . ويستشهد أ. عبد النبي برحلته إلى تشيكوسلوفاكيا ليؤكد أن الدول التي تريد التقدم ، لابد أن تعتز بلغتها الأصلية ، فهذه البلد التي لا يزيد عدد سكانها عن 10 مليون نسمة ، جميع مراحل التعليم هناك باللغة التشيكية ، ونحن أولى هنا ، فالعرب يزيدون عن 200 مليون ، إذن فالكتب الجامعية سيكون لها جمهور كبير .
كما ألقى أ . عبد النبي ، مسؤولية تغيير المجتمع على المثقفين ، فعندما تكون هناك " سلطة ثقافية " ، وقتها ستتغير الحكومة " لوحدها " .
..................
التعليم الأجنبي .. انفتاح على الآخر .. أم معوق للتقدم ؟
وهنا علقت د. فاطمة البودي " بأنه الآن تحدث كارثة ، حيث حدث مرة أن قال الوزير للشباب في لقاء معهم ، بأنه ليس من الهام الآن أن يحفظوا المعادلات الرياضية والجبر وما شابه ، بل الأفضل أن " يعرفوا يستخدموا كمبيوتر " .
كما ألقى برأيه أستاذ نبيل علي الذي قال أن " وجود الجامعة الأمريكية والتعليم الأجنبي في مصر ، يعني بأن أجندة البحوث ستكون أمريكية ، ولن نجد من يبحث لنا في مشاكل مصر "
وفي مداخلة لد. فاروق عبد الوهاب ، ركز على نقطة أخرى في العليم وهي العلوم الإنسانية " فهو يرى أن الشعب المصري دخل في حالة من التوحد الإرادي ، فيجب أن يوضح لنا أحد ماذا حدث له . فنحن دخلنا حالة من الدروشة " .


...............
مناقشة حامية حول مصداقية الإعلام

وفي مداخلة أخرى له ، شكك عبد الوهاب في مصداقية الصحافة ، ودخل في مناقشة حامية حول هذا الموضوع ، حيث قال أن الصحف سواء الحكومية منها والمستقلة ، تكذب طول الوقت ، فالحكومة لم تنفق ، بل بل سطا عليها أحد ، واستمرت في الكذب طول الوقت . فأخبار الجرائد كلها كذب . فمثلاً لو كانت أعداد الأراضي المستصلحة التي تذكر أخبارها في الجرائد صحيحة ، لغطي عدد هذه الأفدنة مساحة افريقيا كلها .
وكان رد أستاذ نبيل عمر على كلامه بأن " الصحفيون لا يكذبون ، بل هم ناقلو معلومات ، فهناك حكومة تدير شعباً ، بينهم علاقة غير مباشرة ، وهنا يلعب الإعلام دور الوسيط ، فهو قناة اتصال بين طرفين ، إذا طلع علينا وزير بتصريح كاذب ، يجب أن أنقل هذا الكلام ، وبعدها الشعب يحكم ، وهو يعرف جيداً هل يكذب وزراؤه أم لا . إذن فأن أنقل كلام كاذب عن مسئول مفترض فيه أنه لا يكذب " .
كما يضيف بأن " هناك صحافة رأي وصحافة خبر ، ولا أقول هذا للدفاع عن الصحف القومية ، فلا أحد يتصور أنه يمنه الضحك على الشعبا لمصري . فالصحف الحكومية تحتكر 85% من نسبة توزيع الصحف في مصر ، ومع ذلك ، فنسبة ال 15 % الأخرى ، هي اللي عاملة كل هذا القلق للحكومة وهنا تكمن شطارة الصحفي الحكومي ، في أن يمرر الفيل من خرم الإبرة ، وذلك كما كان يقوله له أستاذه صلاح حافظ " .
فرد عليه د. عبد الوهاب ب" أنني لست معترضا ً على كلامك ، فهناك كُتاب أعزهم وأقدرهم في الصحف الحكومية ، ولكن أنا أعترض على الصفحة الأولى "
فقال له أ . نبيل عمر "الصفحة الأولى هي رسالة رئيس التحرير إلى رئيس الجمهورية ॥ احنا مالناش دعوة بيها " وأنا عن نفسي أمارس " نصيحة قيلت لي بأن " أقرأ الجريدة من أسفل إلى أعلى أو من الخلف للأمام " .
كما علق أ. نبيل علي بقوله " هناك صحافة رأي وصحافة خبر ، ولكن هناك رأي يوجه الرأي العام " وأنا أحيي المؤلف على اهتمامه بقضية التعليم ، ففي إحصائية لليونسكو ، أكدت أن الدول الأكثر إبداعا هي التي يكون فيها التعليم ، باللغة الأصلية " كما تمني أن " تزيد الفرسة ، حتى تتخطى العتبة التي تمكنها من أن تقوم برد فعل " .

.........................
أيهما أولى بالتغيير .. المثقفين ، أم شباب 6 أبريل ؟

وفي رد على كلام أ. صلاح حسب النبي ، عن دور المثقفين في التغيير ، علق أ. نبيل علي بقوله " جميل مطر قالها من زمان ، النخبة المثقفة فسدت ، فطول عمرهم منعزلون عن الجماهير ، لذا لا يمكنها أن تثق بهم

وجاء رأي أستاذ نبيل عمر متفقا ً معه حيث رأى " أن علاقة المثقفين بالسلطة متجذرة في مصر . فالذي صنع المثقفين هو محمد علي ، الذي بعثهم إلى الخارج ليتعلموا ليكونوا في خدمته هو ، وعندما رجعوا من الخارج ، أدمنوا الولاء له ، إذن لا يمكننا بحال من الأحوال فصل المثقف عن السلطة ، فهو مرتبط بها منذ ولادته "

وكان رد أستاذ । عبد النبي عليهما " بأنه إذا نظرت للإعتصامات التي قامت الفترة السابقة ، فسوف تكتشف أن مطالب المعتصمين ضيقة ومحدودة ، مثل اعتصام موظفي الضرائب العقارية ، فهنا لابد من صحافة توجه ، وإلاعلام يقود ، ونخبة مثقفة ، لا تكتفي بمثل هذه الطلبات المحدودة ، بل تجمع الشعب حول هدف واحد ، ولا تشتته في مطالب فرعية . وأنا مازلت أراهن على المثقفين ، لأنه لا يوجد حل آخر " .


ولكن كان لأستاذ نبيل علي رأي آخر فهو يرى أن التغيير قادم من الشباب ، فلماذا لا يكون شباب 6 ابريل هم الأمل في حراك صحي للمجتمع . فهم أكثر حماساً ولم يرثوا تشاؤم الأجيال السابقة ، فمصر لن تتغير إلا من أسفل لأعلى "
....
تكوين الكاتب الساخر

و في رد على سؤال وجهه أحد الحضور للمؤلف حول ندرة الكتابة الساخرة في مصر الآن ، قال عطية بأن "هذا شيء غريب عن المصري ، المعروف عنه بأنه ابن نكتة " ويمضي عطية للحديث عن تكوين الكاتب الساخر ، الذي يراه مختلفاً ، عنالكاتب العادي ، فهو كما يقول عن نفسه " طول عمري مش بشوف حاجة زي ما هي ، دائماً أرى فيها شيء غريب " .
وعن كيفيه اتجاهه للكتابة الساخرة يقول " بأنه أولا ً جديد عليها ، فهو كان يكتب كتابة عادية ، إلى أن فاجأه أحد المسئولين عن الجريدة باقتراحه أن ينضم للصفحة الساخرة التي ستستحدث في الجريدة ، وقال له بأنه عندام يقرأ كلامه الجد فإنه " يفطس على روحه من الضحك " فأحسست نفسي مثل إسماعيل ياسين ، وهنا فكرت في الكتابة الساخرة " .
..........
وهنا أنهت د. فاطمة البودي ، الندوة ، شاكرة المؤلف الذي أدخل مذاق جديد ، على اصدارات دار العين للنشر ، كما أثنت على اهتمامه بقضية التعليم ، التي تراها واحدة من أهم معوقات تقدم المجتمع المصري .