تحولت الندوة ، التي أقامتها درا العين للنشر ، لمناقشة كتاب " مصر المفروسة " لد. محمود عطية والصادر عن الدار ، إلى نقاش تفاعلي ساهم فيها المناقشون للكتاب سواء أو نبيل عمر ، وأستاذ صلاح حسب النبي ، ومديرة الندوة د. فاطمة البودي ، أو سواء من الحاضرين والمشاركين ، الذين كان منهم أ. نبيل علي ، ود. فاروق عبد الوهاب ، وأ. محمد كمال ، وأ . جمال قنديل .
...............
الحكومة .. خدها الغراب وطار
"هذا هو حال المجتمع الذي نفقت فيه الحكومة .. مجتمع مفروس " هكذا يبدأ أ. نبيل عمر نائب رئيس تحرير الأهرام ، كلامه بالإشارة إلى ما يسعى الكتاب لعرضه، وأخذ يشير إلى عناصر غلاف الكتاب ، باعتبارها دلائل على ذلك ، فهذا هو " العداد الزيرو " الذي لا يعمل ، وتحته عربية كارو تحمل أقفاص .
ثم أشار عمر ، إلى جملة نالت إعجابه في الكتاب ، وهي " لولا كثرة المفروسين حولي .. لقتلت نفسي " التي رأى أنها مدخل لفهم كيف كتب الكاتب هذه المقالات ، فالمواطن مفروس ، لأن الحكومة نفقت أو تلاشت ، أو خدها الغراب وطار .
صحيح أنها موجودة ، ولكنها ليست مجلس الوزراء ، ولا مجلس الشعب ، بل هي وظيفة وإدارة ، وهذا ما يتناوله د. عطية في أول مقال ، فعندما تنفق الحكومة تصبح هناك حالة من الفوضى فلا أحد يقوم بدورها . وهذا ما يحسه الجميع إذا قاموا بزيارات سريعة إلى وزارة الصحة ، أو لقضاء مصلحة حكومية ، أو حتى لشراء شيء من السوق .
فحتى في البيت ، إذا اختفت حكمة الأم وسلطة الأب ، ماذا سيفعل الأولاد . ولهذا فد. عطية مفروس ، لأن الحكومة سابتنا ومشيت .
كما يضيف " أما أنا عن نفسي فنصف مفروس ، لأنه أفضل أن تتركنا الحكومة وتمشي ، بدل ما تقعد لنا ، ففي هذا الحالة يمكننا أن نكسر قلل وراءها ، ونشكل حكومة بديلة "
وعلى حسب قوله ، فإن المؤلف يرصد هذه الفوضى في مقاله ( المغني السوبر ستار ) حيث يتحول " آل كابوني " من مغني محبوب ، إلى شخص مبغوض من المجتمع ، وذلك لتهربه من الضرائب . ويقارن هنا بين حالته وحالة " تامر حسني " الذي تهرب من الخدمة العسكرية ومع ذلك ، تعاطف معه الشعب ، ولم يتحولوا لكرهه .
كما علق عمر على أحد مقالات الكتاب التي أعجبته وهي " المئة الأكثر فقراً " فالجنيه لا يحب جيوب الفقراء التي تشعره بالوحدة ، بينما يقفز لجيوب الأغنياء حيث ينعم بالدفء مع أشقائه .
....
ومن جانبه ، قال أ . صلاح حسب النبي ، المسئول عن العلاقات الثقافية الخارجية في وزارة الثقافة ، أن الكتاب ليس مجرد دفتر أحوال مصر ، بل هو مكتوب بعين ناقدة لا تكتفي بالتسجيل . ففي مصطلح " نفوق الحكومات " الذي استخدمه الكاتب كعنوان للمقال الأول ، وهو مصطلح يستخدم لموت الحيوانات ، إذن فهو يلقي بظلال على ما كان يره د. عطية في الحكومات حال حياتها المفترضة .
وأشار أ. الكتاب وهي " أن المجرمين أخذوا تكنولوجيا متقدمة أكثر من التكنولوجيا أكثر من التكنولوجيا الموجودة في المجتمع " حيث تصبح " الجريمة المتقدمة في مجتمع متخلف " .
كما علق أ . عبد النبي بأن المؤلف مهموم هم خاص بالتعليم ، فرصد تحول التعليم إلى اللغة الأجنبية . ويستشهد أ. عبد النبي برحلته إلى تشيكوسلوفاكيا ليؤكد أن الدول التي تريد التقدم ، لابد أن تعتز بلغتها الأصلية ، فهذه البلد التي لا يزيد عدد سكانها عن 10 مليون نسمة ، جميع مراحل التعليم هناك باللغة التشيكية ، ونحن أولى هنا ، فالعرب يزيدون عن 200 مليون ، إذن فالكتب الجامعية سيكون لها جمهور كبير .
كما ألقى أ . عبد النبي ، مسؤولية تغيير المجتمع على المثقفين ، فعندما تكون هناك " سلطة ثقافية " ، وقتها ستتغير الحكومة " لوحدها " .
..................
التعليم الأجنبي .. انفتاح على الآخر .. أم معوق للتقدم ؟...............
الحكومة .. خدها الغراب وطار
"هذا هو حال المجتمع الذي نفقت فيه الحكومة .. مجتمع مفروس " هكذا يبدأ أ. نبيل عمر نائب رئيس تحرير الأهرام ، كلامه بالإشارة إلى ما يسعى الكتاب لعرضه، وأخذ يشير إلى عناصر غلاف الكتاب ، باعتبارها دلائل على ذلك ، فهذا هو " العداد الزيرو " الذي لا يعمل ، وتحته عربية كارو تحمل أقفاص .
ثم أشار عمر ، إلى جملة نالت إعجابه في الكتاب ، وهي " لولا كثرة المفروسين حولي .. لقتلت نفسي " التي رأى أنها مدخل لفهم كيف كتب الكاتب هذه المقالات ، فالمواطن مفروس ، لأن الحكومة نفقت أو تلاشت ، أو خدها الغراب وطار .
صحيح أنها موجودة ، ولكنها ليست مجلس الوزراء ، ولا مجلس الشعب ، بل هي وظيفة وإدارة ، وهذا ما يتناوله د. عطية في أول مقال ، فعندما تنفق الحكومة تصبح هناك حالة من الفوضى فلا أحد يقوم بدورها . وهذا ما يحسه الجميع إذا قاموا بزيارات سريعة إلى وزارة الصحة ، أو لقضاء مصلحة حكومية ، أو حتى لشراء شيء من السوق .
فحتى في البيت ، إذا اختفت حكمة الأم وسلطة الأب ، ماذا سيفعل الأولاد . ولهذا فد. عطية مفروس ، لأن الحكومة سابتنا ومشيت .
كما يضيف " أما أنا عن نفسي فنصف مفروس ، لأنه أفضل أن تتركنا الحكومة وتمشي ، بدل ما تقعد لنا ، ففي هذا الحالة يمكننا أن نكسر قلل وراءها ، ونشكل حكومة بديلة "
وعلى حسب قوله ، فإن المؤلف يرصد هذه الفوضى في مقاله ( المغني السوبر ستار ) حيث يتحول " آل كابوني " من مغني محبوب ، إلى شخص مبغوض من المجتمع ، وذلك لتهربه من الضرائب . ويقارن هنا بين حالته وحالة " تامر حسني " الذي تهرب من الخدمة العسكرية ومع ذلك ، تعاطف معه الشعب ، ولم يتحولوا لكرهه .
كما علق عمر على أحد مقالات الكتاب التي أعجبته وهي " المئة الأكثر فقراً " فالجنيه لا يحب جيوب الفقراء التي تشعره بالوحدة ، بينما يقفز لجيوب الأغنياء حيث ينعم بالدفء مع أشقائه .
....
ومن جانبه ، قال أ . صلاح حسب النبي ، المسئول عن العلاقات الثقافية الخارجية في وزارة الثقافة ، أن الكتاب ليس مجرد دفتر أحوال مصر ، بل هو مكتوب بعين ناقدة لا تكتفي بالتسجيل . ففي مصطلح " نفوق الحكومات " الذي استخدمه الكاتب كعنوان للمقال الأول ، وهو مصطلح يستخدم لموت الحيوانات ، إذن فهو يلقي بظلال على ما كان يره د. عطية في الحكومات حال حياتها المفترضة .
وأشار أ. الكتاب وهي " أن المجرمين أخذوا تكنولوجيا متقدمة أكثر من التكنولوجيا أكثر من التكنولوجيا الموجودة في المجتمع " حيث تصبح " الجريمة المتقدمة في مجتمع متخلف " .
كما علق أ . عبد النبي بأن المؤلف مهموم هم خاص بالتعليم ، فرصد تحول التعليم إلى اللغة الأجنبية . ويستشهد أ. عبد النبي برحلته إلى تشيكوسلوفاكيا ليؤكد أن الدول التي تريد التقدم ، لابد أن تعتز بلغتها الأصلية ، فهذه البلد التي لا يزيد عدد سكانها عن 10 مليون نسمة ، جميع مراحل التعليم هناك باللغة التشيكية ، ونحن أولى هنا ، فالعرب يزيدون عن 200 مليون ، إذن فالكتب الجامعية سيكون لها جمهور كبير .
كما ألقى أ . عبد النبي ، مسؤولية تغيير المجتمع على المثقفين ، فعندما تكون هناك " سلطة ثقافية " ، وقتها ستتغير الحكومة " لوحدها " .
..................
وهنا علقت د. فاطمة البودي " بأنه الآن تحدث كارثة ، حيث حدث مرة أن قال الوزير للشباب في لقاء معهم ، بأنه ليس من الهام الآن أن يحفظوا المعادلات الرياضية والجبر وما شابه ، بل الأفضل أن " يعرفوا يستخدموا كمبيوتر " .
كما ألقى برأيه أستاذ نبيل علي الذي قال أن " وجود الجامعة الأمريكية والتعليم الأجنبي في مصر ، يعني بأن أجندة البحوث ستكون أمريكية ، ولن نجد من يبحث لنا في مشاكل مصر "
وفي مداخلة لد. فاروق عبد الوهاب ، ركز على نقطة أخرى في العليم وهي العلوم الإنسانية " فهو يرى أن الشعب المصري دخل في حالة من التوحد الإرادي ، فيجب أن يوضح لنا أحد ماذا حدث له . فنحن دخلنا حالة من الدروشة " .
...............
مناقشة حامية حول مصداقية الإعلام
وفي مداخلة أخرى له ، شكك عبد الوهاب في مصداقية الصحافة ، ودخل في مناقشة حامية حول هذا الموضوع ، حيث قال أن الصحف سواء الحكومية منها والمستقلة ، تكذب طول الوقت ، فالحكومة لم تنفق ، بل بل سطا عليها أحد ، واستمرت في الكذب طول الوقت . فأخبار الجرائد كلها كذب . فمثلاً لو كانت أعداد الأراضي المستصلحة التي تذكر أخبارها في الجرائد صحيحة ، لغطي عدد هذه الأفدنة مساحة افريقيا كلها .
وكان رد أستاذ نبيل عمر على كلامه بأن " الصحفيون لا يكذبون ، بل هم ناقلو معلومات ، فهناك حكومة تدير شعباً ، بينهم علاقة غير مباشرة ، وهنا يلعب الإعلام دور الوسيط ، فهو قناة اتصال بين طرفين ، إذا طلع علينا وزير بتصريح كاذب ، يجب أن أنقل هذا الكلام ، وبعدها الشعب يحكم ، وهو يعرف جيداً هل يكذب وزراؤه أم لا . إذن فأن أنقل كلام كاذب عن مسئول مفترض فيه أنه لا يكذب " .
كما يضيف بأن " هناك صحافة رأي وصحافة خبر ، ولا أقول هذا للدفاع عن الصحف القومية ، فلا أحد يتصور أنه يمنه الضحك على الشعبا لمصري . فالصحف الحكومية تحتكر 85% من نسبة توزيع الصحف في مصر ، ومع ذلك ، فنسبة ال 15 % الأخرى ، هي اللي عاملة كل هذا القلق للحكومة وهنا تكمن شطارة الصحفي الحكومي ، في أن يمرر الفيل من خرم الإبرة ، وذلك كما كان يقوله له أستاذه صلاح حافظ " .
فرد عليه د. عبد الوهاب ب" أنني لست معترضا ً على كلامك ، فهناك كُتاب أعزهم وأقدرهم في الصحف الحكومية ، ولكن أنا أعترض على الصفحة الأولى "
فقال له أ . نبيل عمر "الصفحة الأولى هي رسالة رئيس التحرير إلى رئيس الجمهورية ॥ احنا مالناش دعوة بيها " وأنا عن نفسي أمارس " نصيحة قيلت لي بأن " أقرأ الجريدة من أسفل إلى أعلى أو من الخلف للأمام " .
كما علق أ. نبيل علي بقوله " هناك صحافة رأي وصحافة خبر ، ولكن هناك رأي يوجه الرأي العام " وأنا أحيي المؤلف على اهتمامه بقضية التعليم ، ففي إحصائية لليونسكو ، أكدت أن الدول الأكثر إبداعا هي التي يكون فيها التعليم ، باللغة الأصلية " كما تمني أن " تزيد الفرسة ، حتى تتخطى العتبة التي تمكنها من أن تقوم برد فعل " .
.........................
أيهما أولى بالتغيير .. المثقفين ، أم شباب 6 أبريل ؟
وفي رد على كلام أ. صلاح حسب النبي ، عن دور المثقفين في التغيير ، علق أ. نبيل علي بقوله " جميل مطر قالها من زمان ، النخبة المثقفة فسدت ، فطول عمرهم منعزلون عن الجماهير ، لذا لا يمكنها أن تثق بهم
وجاء رأي أستاذ نبيل عمر متفقا ً معه حيث رأى " أن علاقة المثقفين بالسلطة متجذرة في مصر . فالذي صنع المثقفين هو محمد علي ، الذي بعثهم إلى الخارج ليتعلموا ليكونوا في خدمته هو ، وعندما رجعوا من الخارج ، أدمنوا الولاء له ، إذن لا يمكننا بحال من الأحوال فصل المثقف عن السلطة ، فهو مرتبط بها منذ ولادته "
وكان رد أستاذ । عبد النبي عليهما " بأنه إذا نظرت للإعتصامات التي قامت الفترة السابقة ، فسوف تكتشف أن مطالب المعتصمين ضيقة ومحدودة ، مثل اعتصام موظفي الضرائب العقارية ، فهنا لابد من صحافة توجه ، وإلاعلام يقود ، ونخبة مثقفة ، لا تكتفي بمثل هذه الطلبات المحدودة ، بل تجمع الشعب حول هدف واحد ، ولا تشتته في مطالب فرعية . وأنا مازلت أراهن على المثقفين ، لأنه لا يوجد حل آخر " .
ولكن كان لأستاذ نبيل علي رأي آخر فهو يرى أن التغيير قادم من الشباب ، فلماذا لا يكون شباب 6 ابريل هم الأمل في حراك صحي للمجتمع . فهم أكثر حماساً ولم يرثوا تشاؤم الأجيال السابقة ، فمصر لن تتغير إلا من أسفل لأعلى "
....
تكوين الكاتب الساخر
و في رد على سؤال وجهه أحد الحضور للمؤلف حول ندرة الكتابة الساخرة في مصر الآن ، قال عطية بأن "هذا شيء غريب عن المصري ، المعروف عنه بأنه ابن نكتة " ويمضي عطية للحديث عن تكوين الكاتب الساخر ، الذي يراه مختلفاً ، عنالكاتب العادي ، فهو كما يقول عن نفسه " طول عمري مش بشوف حاجة زي ما هي ، دائماً أرى فيها شيء غريب " .
وعن كيفيه اتجاهه للكتابة الساخرة يقول " بأنه أولا ً جديد عليها ، فهو كان يكتب كتابة عادية ، إلى أن فاجأه أحد المسئولين عن الجريدة باقتراحه أن ينضم للصفحة الساخرة التي ستستحدث في الجريدة ، وقال له بأنه عندام يقرأ كلامه الجد فإنه " يفطس على روحه من الضحك " فأحسست نفسي مثل إسماعيل ياسين ، وهنا فكرت في الكتابة الساخرة " .
..........
وهنا أنهت د. فاطمة البودي ، الندوة ، شاكرة المؤلف الذي أدخل مذاق جديد ، على اصدارات دار العين للنشر ، كما أثنت على اهتمامه بقضية التعليم ، التي تراها واحدة من أهم معوقات تقدم المجتمع المصري .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق