"تاريخ أكثر ايجازاً للزمن " لستيفن هوكنج هو من الاصدارت الحديثة لدار العين ، وذلك بالتعاون مع مشروع كلمة .الصدور الأول باللغة العربية للكتاب _ حيث يستحق القارىء العربي أن يحصل عليه بلغته الأم _ ؛ وذلك بعد اطلاقه مرة أخرى ، باللغة الانجليزية للمرة الثانية ، وبعد تغيير اسمه من " موجز تاريخ الزمن " الذي صدر بالانجليزية عام 1988 .
وفي السنوات التي تلته جاءت ردود أفعال القراء من جميع الأعمار والمهن ، ومن جميع أنحاء العالم ، وقد تكرر طلب واحد مراراً من الجميع ، وهو اصدار طبعة جديدة ، تحافظ على روح الكتاب الأول ، لكنها تصف معظم المفاهيم بوضوح وتأن . وقد تم التوسع في المحتوى الأساسي للكتابا لأصلي ؛ ولكن تم مراعات طريقة العرض .
وفي السنوات التي تلته جاءت ردود أفعال القراء من جميع الأعمار والمهن ، ومن جميع أنحاء العالم ، وقد تكرر طلب واحد مراراً من الجميع ، وهو اصدار طبعة جديدة ، تحافظ على روح الكتاب الأول ، لكنها تصف معظم المفاهيم بوضوح وتأن . وقد تم التوسع في المحتوى الأساسي للكتابا لأصلي ؛ ولكن تم مراعات طريقة العرض .
" الكتاب وقت صدوره بالشكل الأول عام 1988 حقق أعلي المبيعات على الإطلاق ، بناءاً على تقييم Sunday Times " " مدة 237 أسبوعاً . وقد بيع منه في المتوسط نسخة لكل 750 رجلاً وامرأة وطفلاً في جميع أنحاء العالم . وكان ذلك نجاحاً مدوياً لكتاب يتناول بعض أكثر الموضوعات صعوبة في الفيزياء الحديثة ، إلا أن هذه الموضوعات الصعبة هي أكثر الموضوعات إثارة ؛ لأنها تتناول التساؤلات الكبرى والأساسية : ما الذي نعرفه عن العالم ؟ وكيف نعرف ذلك ؟ ومن أين جاء هذا العالم وإلى أين يتجه ؟ وهذه التساؤلات هي لب هذا الكتاب .
الهدف من هذا الكتاب ، هو أن نتشارك الإثارة في اكتشافات العالم الحديثة . قال فينمان منذ ما يقرب من أربعين عاماً " نحن محظوظون لأننا نعيش في عصر مازلنا نجري الاكتشافات فيه ، ويشبه الأمر اكتشاف أمريكا ، فأنت تكتشفها مرة واحدة فقط ، والعصر الذي نعيش فيه ، هو العصر الذي نكتشف فيه القوانين الأساسية للطبيعة" .....
...........
و منهج الكتاب ينحو منحى هذه المقولة ، حيث يقول الكاتب في الفصل الأول من كتابه والمعنون بالتفكير في العالم " نحن نعيش في عالم غريب ورائع، فعمره وحجمه والعنف الذي يحتويه وجماله؛ كل ذلك يتطلب خيالاً فوق العادة لإدراكه، وقد يبدو المكان الذي نشغله - نحن البشر - في هذا الكون الشاسع ضئيلاً إلى حد كبير، ولذا فإننا نحاول أن نفهمه، وأن ندرك موقعنا منه. ومنذ بضعة عقود مضت ألقى عالم مشهور - (يقال إنه برتراند راسل) - محاضرة عامة عن الفلك، إذ وصف فيها العالم دوران الأرض حول الشمس، وكيفية دوران الشمس حول مركز لتجمع هائل من النجوم تسمى مجرتنا، وفي نهاية المحاضرة وقفت سيدة عجوز دقيقة الحجم - كانت جالسة في نهاية القاعة - وقالت: "إن ما تقوله هراء، فالدنيا في الحقيقة مسطحة ومستوية ومحمولة فوق ظهر سلحفاة عملاقة". وبعد ابتسامة عريضة أجاب العالم: "وما الذي تقف عليه السلحفاة؟". فقالت السيدة العجوز "إنك شاب ماهر جداً، ماهر جداً بالفعل، إنها سلاحف متراصة بعضها فوق بعض!".
.....
ويعتقد معظم الناس اليوم أن فكرة كون العالم محمولاً على عدد لا نهائي من السلاحف شيء سخيف، لكن ما الذي يجعلنا نعتقد أننا أكثر دراية؟ فلتنس ما تعرفه ـ أو ما تظن أنك تعرفه ـ عن الفضاء، ثم حدِّق في السماء فوقك ليلاً، ماالذي تدركه من كل هذه النقاط المضيئة؟ هل هي نيران دقيقة؟ قد يكون من الصعب تخيل حقيقة هذه النقاط؛ لأنها في الواقع أبعد كثيراً من خبرتنا العادية. وإذا كنت من هواة مراقبة النجوم بانتظام، فإنك من المحتمل أن تكون قد رأيت ضوءًا مراوغاً بالقرب من الأفق عند الشفق، إنه الكوكب عطارد الذي يختلف تماماً عن كوكبنا، فطول اليوم على الكوكب عطارد يساوي ثلثي عام أرضي، وتصل درجة حرارة سطحه إلى أكثر من 400 درجة سلزية عندما تسطع الشمس، ثم تنخفض إلى ما يقرب من 200 درجة سلزية تحت الصفر في قلب الليل. وعلى الرغم من اختلاف عطارد عن كوكبنا إلا أنه ليس من الصعوبة أن نتصوره كنجم؛ فالنجم فرن ضخم تحترق فيه بلايين الأرطال من المادة الثانية الواحدة، وتصل درجة الحرارة إلى عشرات الملايين في قلب النجم.
وهناك شيء آخر من الصعب تخيله؛ وهو البعد الحقيقي لهذه الكواكب والنجوم عنا، وقد شيد الصينيون القدماء بروجاً حجرية ليتمكنوا من رؤية النجوم عن قرب، فمن الطبيعي أن نفكر أن النجوم والكواكب أقرب كثيراً مما هي عليه في الحقيقة، وعلى كل فإننا لا نملك في حياتنا اليومية أي خبرة بالمسافات الشاسعة في الفضاء؛ فتلك المسافات من الكبر إلى درجة لا يمكن أن نتصور بأننا نستطيع قياسها بالأميال والأقدام، كما نقيس معظم الأطوال العادية. ونستخدم بدلاً من ذلك السنة الضوئية؛ وهي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة، إذ ويقطع شعاع الضوء 186000 ميل (300000 كيلومتر)(*) في الثانية الواحدة، ويعني ذلك أن السنة الضوئية مسافة كبيرة جداً، وأقرب النجوم إلينا بعد الشمس هو النجم المسمى "بروكسيما قنطورس" أو "قنطور القريب" (Proxima Centauri)، ويعرف كذلك باسم "ألفا قنطورس" (Alpha Centauri C)، ويبعد عنا أربع سنوات ضوئية، وهي مسافة بعيدة جداً إذ تحتاج أسرع السفن الفضائية إلى عشرات الآلاف من السنين لقطعها.
حاول القدماء جاهدين أن يفهموا العالم؛ لكن لم يكن لديهم ما لدينا من تطور في الرياضيات والعلوم، فنحن نملك أدوات قوية؛ أدوات ذهنية مثل الرياضيات والمنهج العلمي، وأدوات تقنية مثل الكمبيوتر والتلسكوبات। وقد تمكن العلماء بمساعدة هذه الأدوات من تجميع كثيرٍ من المعارف عن الفضاء। لكن ما الذي نعرفه في الحقيقة عن الكون، وكيف توصلنا إلى هذه المعرفة؟ ومن أين جاء العالم؟ وإلى أين يتجه؟ وهل كان للعالم بداية، وإذا كان ذلك صحيحاً فماذا حدث قبلها؟ وما كنه الزمن؟ وهل سيصل الزمن إلى نهاية ما؟ وهل نستطيع السفر في الماضي؟ وقد جعلت بعض الإنجازات الكبرى في الفيزياء من الممكن الإجابة عن بعض هذه الأسئلة الأبدية جزئياً بفضل التقنيات الحديثة، وقد تصبح هذه الأمور يوماً ما بادية الوضوح لنا مثل دوران الأرض حول الشمس، أو ربما مثل سخافة فكرة برج من السلاحف والزمن فقط؛ أياً ما كان ذلك الذي سينبئنا بالإجابة" .
الهدف من هذا الكتاب ، هو أن نتشارك الإثارة في اكتشافات العالم الحديثة . قال فينمان منذ ما يقرب من أربعين عاماً " نحن محظوظون لأننا نعيش في عصر مازلنا نجري الاكتشافات فيه ، ويشبه الأمر اكتشاف أمريكا ، فأنت تكتشفها مرة واحدة فقط ، والعصر الذي نعيش فيه ، هو العصر الذي نكتشف فيه القوانين الأساسية للطبيعة" .....
...........
و منهج الكتاب ينحو منحى هذه المقولة ، حيث يقول الكاتب في الفصل الأول من كتابه والمعنون بالتفكير في العالم " نحن نعيش في عالم غريب ورائع، فعمره وحجمه والعنف الذي يحتويه وجماله؛ كل ذلك يتطلب خيالاً فوق العادة لإدراكه، وقد يبدو المكان الذي نشغله - نحن البشر - في هذا الكون الشاسع ضئيلاً إلى حد كبير، ولذا فإننا نحاول أن نفهمه، وأن ندرك موقعنا منه. ومنذ بضعة عقود مضت ألقى عالم مشهور - (يقال إنه برتراند راسل) - محاضرة عامة عن الفلك، إذ وصف فيها العالم دوران الأرض حول الشمس، وكيفية دوران الشمس حول مركز لتجمع هائل من النجوم تسمى مجرتنا، وفي نهاية المحاضرة وقفت سيدة عجوز دقيقة الحجم - كانت جالسة في نهاية القاعة - وقالت: "إن ما تقوله هراء، فالدنيا في الحقيقة مسطحة ومستوية ومحمولة فوق ظهر سلحفاة عملاقة". وبعد ابتسامة عريضة أجاب العالم: "وما الذي تقف عليه السلحفاة؟". فقالت السيدة العجوز "إنك شاب ماهر جداً، ماهر جداً بالفعل، إنها سلاحف متراصة بعضها فوق بعض!".
.....
ويعتقد معظم الناس اليوم أن فكرة كون العالم محمولاً على عدد لا نهائي من السلاحف شيء سخيف، لكن ما الذي يجعلنا نعتقد أننا أكثر دراية؟ فلتنس ما تعرفه ـ أو ما تظن أنك تعرفه ـ عن الفضاء، ثم حدِّق في السماء فوقك ليلاً، ماالذي تدركه من كل هذه النقاط المضيئة؟ هل هي نيران دقيقة؟ قد يكون من الصعب تخيل حقيقة هذه النقاط؛ لأنها في الواقع أبعد كثيراً من خبرتنا العادية. وإذا كنت من هواة مراقبة النجوم بانتظام، فإنك من المحتمل أن تكون قد رأيت ضوءًا مراوغاً بالقرب من الأفق عند الشفق، إنه الكوكب عطارد الذي يختلف تماماً عن كوكبنا، فطول اليوم على الكوكب عطارد يساوي ثلثي عام أرضي، وتصل درجة حرارة سطحه إلى أكثر من 400 درجة سلزية عندما تسطع الشمس، ثم تنخفض إلى ما يقرب من 200 درجة سلزية تحت الصفر في قلب الليل. وعلى الرغم من اختلاف عطارد عن كوكبنا إلا أنه ليس من الصعوبة أن نتصوره كنجم؛ فالنجم فرن ضخم تحترق فيه بلايين الأرطال من المادة الثانية الواحدة، وتصل درجة الحرارة إلى عشرات الملايين في قلب النجم.
وهناك شيء آخر من الصعب تخيله؛ وهو البعد الحقيقي لهذه الكواكب والنجوم عنا، وقد شيد الصينيون القدماء بروجاً حجرية ليتمكنوا من رؤية النجوم عن قرب، فمن الطبيعي أن نفكر أن النجوم والكواكب أقرب كثيراً مما هي عليه في الحقيقة، وعلى كل فإننا لا نملك في حياتنا اليومية أي خبرة بالمسافات الشاسعة في الفضاء؛ فتلك المسافات من الكبر إلى درجة لا يمكن أن نتصور بأننا نستطيع قياسها بالأميال والأقدام، كما نقيس معظم الأطوال العادية. ونستخدم بدلاً من ذلك السنة الضوئية؛ وهي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة، إذ ويقطع شعاع الضوء 186000 ميل (300000 كيلومتر)(*) في الثانية الواحدة، ويعني ذلك أن السنة الضوئية مسافة كبيرة جداً، وأقرب النجوم إلينا بعد الشمس هو النجم المسمى "بروكسيما قنطورس" أو "قنطور القريب" (Proxima Centauri)، ويعرف كذلك باسم "ألفا قنطورس" (Alpha Centauri C)، ويبعد عنا أربع سنوات ضوئية، وهي مسافة بعيدة جداً إذ تحتاج أسرع السفن الفضائية إلى عشرات الآلاف من السنين لقطعها.
حاول القدماء جاهدين أن يفهموا العالم؛ لكن لم يكن لديهم ما لدينا من تطور في الرياضيات والعلوم، فنحن نملك أدوات قوية؛ أدوات ذهنية مثل الرياضيات والمنهج العلمي، وأدوات تقنية مثل الكمبيوتر والتلسكوبات। وقد تمكن العلماء بمساعدة هذه الأدوات من تجميع كثيرٍ من المعارف عن الفضاء। لكن ما الذي نعرفه في الحقيقة عن الكون، وكيف توصلنا إلى هذه المعرفة؟ ومن أين جاء العالم؟ وإلى أين يتجه؟ وهل كان للعالم بداية، وإذا كان ذلك صحيحاً فماذا حدث قبلها؟ وما كنه الزمن؟ وهل سيصل الزمن إلى نهاية ما؟ وهل نستطيع السفر في الماضي؟ وقد جعلت بعض الإنجازات الكبرى في الفيزياء من الممكن الإجابة عن بعض هذه الأسئلة الأبدية جزئياً بفضل التقنيات الحديثة، وقد تصبح هذه الأمور يوماً ما بادية الوضوح لنا مثل دوران الأرض حول الشمس، أو ربما مثل سخافة فكرة برج من السلاحف والزمن فقط؛ أياً ما كان ذلك الذي سينبئنا بالإجابة" .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق