الأحد، 8 فبراير 2009

البديل تنشر فصلا من الأرملة

نشرت جريدة البديل في عددها الصادر يوم 6 فبراير 2009، فصلُا من رواية طارق إمام الجديدة " الأرملة تكتب الخطابات سرًا والصادرة عن العين وذلك في صفحتها الثقافية. وهذا رابط الصفحة.
................
عندما استيقظت ووجدته ملتصقاً ببطنها ارتعبت. لمت ملابسها بسرعة. ورغم أنها تحسسته مراراً في منامها الطويل إلا أنها ظنته حينها جزءاً من رؤياها. نهضت من علي سريرها بشعور غامر بالذنب حين اكتشفت أنه شاركها سريرها كل هذا الوقت، كأنه رجل أكيد.
عبرت النافذة المستطيلة ذات الضلفتين إلي البلكونة، وشعرت بأنها مكتملة حتي أنها مهيأة للموت. كانت سارحةً، تتطلع للبيوت المظلمة، وتفكر أن يداً امتدت من إحدي هذه النوافذ بورقة تكفلت الريح بإيصالها. بدأت تراقب الظلمة، غارقةً في أحلامِ يقظةٍ تخص زمناً لم تعد تملكه، وهي تفكر في السنوات الثلاثة التي قضتها تحت هذا السقف، لا تفكر في شيء سوي الموت.
كانت تمطر بالخارج، وراحت زخات المطر المائلة تجد لنفسها مكاناً داخل غرفة نومها. وقبل أن تتحرك باتجاه النوافذ لتغلقها تذكرت أنها رأت في منامها شبحَ رجلٍ يتجول في الشقة ويتحرك في غرفتها. في هذه اللحظة فقط شكت أن يكون مارأته في حلمها شيئا واقعياً، وأن لصاً قد يكون تسلل للشقة في عتمة المساء الشتوي. بسرعة بدأت تفتش عما يمكن أن يسرق منها.. ولكنها وجدت الذهب في مكانه والملابس كما هي.
بدأت الطرقات علي الباب.
دخلت التلميذات مستغربات، كأنهن في مكان آخر غير الذي يأتين له كل يوم. كانت رائحة الشقة عطنة. شعرت ملك أنها رائحة أنفاسها الخائفة. «رجاء» أيضاً ليست موجودة. يوم جديد شعرت المرأة أنه ثقيل. تذكرت الحلم، كان يخص هؤلاء الفتيات ويشير لحياتها، كأنه علامة غامضة. جلست علي المنضدة الدائرية وجلسن حولها، صامتات علي غير عادتهن، ينظرن لها باستغراب.. كأنها امرأة أخري.
أكمل هنا .....

ليست هناك تعليقات: