الأحد، 1 فبراير 2009

العين تنشر توهمات خيري عبد الجواد


بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيل الكاتب المصري خيري عبد الجواد ، تقوم دار العين بنشر كتابه " التوهمات" مرة أخرى،_ وجدير بذلك أنها روايته الأولى ونشرت الطبعة الأولى منها عام 1992 _ليكون بذلك ثاني عمل تنشره للراحل بعد كتابه الاخير " نزهة المشتاق في حدائق الأوراق" والذي قدم فيه ما يشبه البستان الغنى بأهم كتب التراث العربى كاشفا عن جانب من المصادر التى كونت ثقافته وكيف تشكلت شخصيته الروائية فى استقلال عن أعمال فتنته بسحرها، حيث استلهم الحكاية الشعبية فى كثير من رواياته وقصصه يكتب فصولا عن الجاحظ وكتابه "الحيوان" وسيرة بنى هلال و"الشاهنامة" للشاعر الفارسى أبى قاسم الفردوسى والظاهر بيبرس وسيرة جلال الدين السيوطى وحكايات الشطار والعيارين فى التراث العربى وطوق الحمامة لابن حزم الأندلسى وسيرة على الزيبق وأسامة بن منقذ مؤلف كتاب "المنازل والديار" وغيرهم.
خيري عبد الجواد الذي رحل عن دنيانا في الثاني والعشرين من يناير عام 2008، كان منشغلًا بأشكال السرد التقليديّة، واحتمالات إعادة توظيفها بنفَس حداثي ومن منطلقات معاصرة. هذا ما سارع إدوار الخراط إلى اكتشافه، مُستقبِلاً بحماسة مجموعة عبد الجواد القصصيّة الأولى «حكايات الديب رماح» (1987) التي تلتها «حرب أطاليا». هذا الكاتب المفتتن بالرجعيّة الشعبيّة، تغيّرت حياته مراهقاً حين وقع على كتاب منزوع الغلاف، ضاع في متاهاته (بالمعنى البورخسي) ولم يخرج منها بعد ذلك. افتتن خيري عبد الجواد بـ«ألف ليلة وليلة»، والسيَر الشعبية، وحكايات الجان... لكنّ ابن «حي بولاق الدكرور» لم يكن مثقّفاً يكتب عن الشعب، بل أحد أبنائه الذين رضعوا من الثقافة العشوائية وعبّروا عنها في كل كتاباتهم.

على خطى جمال الغيطاني ـ إنما بأدواته الخاصة ـ استلهم الأشكال والقوالب التقليديّة، ليكتب بلغة مركّبة نصّاً راهناً ومعاصراً: من روايته الأولى «كتاب التوهمات» (1992) ذات المرجعيّة الصوفيّة، إلى «العاشق والمعشوق» (1995) التي صنعت شهرته الفعليّة (مترجمة بالفرنسيّة عن «دار غاليمار»)، حيث يعثر الراوي على مخطوطة مسحورة، يصاب من يقرأها بلعنة السفر، بحثاً عن صاحبتها... من يصدّق أن هذه التجربة الاستثنائيّة المشرّعة على «الواقعيّة السحريّة»، لن يكتب لها أن تكتمل؟ الروائي المصري خيري عبد الجواد (24/7/1960 ــ 22/1/2008) قضى ضحيّة خطأ طبي في أحد مستشفيات القاهرة حيث حدث له ارتفاع مفاجئ في نسبة السكري! وفي رواية أخرى أنّه حمل مخطوطاته ومضى للقاء «عفريت الجبل»، أو عفريت الحكاية!
ونحن مع انتظار " التوهمات " في ثوبها الجديد من دار العين ،وسيكون الكتاب متوافرًا على معرض الاسكندرية في النصف الثاني من شهر فبراير .

ليست هناك تعليقات: