يصدر قريبًا عن دار العين للنشر رواية " وراء الفردوس" لمنصورة عز الدين وهي ثاني رواياتها بعد "متاهة مريم".
ذكريات تختلط بالأحلام بالحقائق مضفرة بفن واعي بما يفعله، هكذا تمضي الرواية بعذوبة وسلاسة.
تقول الراوية في مقطع من الرواية " لا أعرف لماذا استحضر ذلك العالم وتلك الشخصيات الآن، الحنين ليس دافعى على أية حال، ولم يكن أبدا كذلك، إنما محاولة استكناه وجودى ذاته، لمسه والتحقق منه، تحسس حوافه المدببة الخشنة، محاولة التأكد من أن الطفلة الصغيرة ذات الشعر البنى المجعد والعينين البراقتين هي نفسها المرأة التي تخطو فوق الثلاثين بوجل، وهي تراكم الأيام فوق بعضها البعض دون أن تعيشها فعلا.
أن أتيقن من أن تلك الأحداث التي تلاشت ولم تعد هناك حدثت بالفعل، وليست من بنات أوهامى وخيالاتى، أنا البارعة حد الموت في خلط الوقائع بالأوهام، والحقائق بالضلالات، والعائشة دوما بوعى غائم.
غير أنى أعود فألعن الواقع والحقيقة، إذ ماذا تعنى هذه الكلمات في عالم كهذا، ومع حيوات مستلبة كهذه؟
استعذب الاختلاق وخلط الأوراق ببعضها البعض، وأهوى المقامرة التي غرسها أبى في نفسى بمهارة التجار ومكرهم.
حين كنت في الثانية عشرة من عمرى قرأت "واإسلاماه" لعلى أحمد باكثير، وامتزجت بشخصياتها: جهاد، قطز، والظاهر بيبرس، وعندما شاهدت الفيلم المأخوذ عن الرواية نفسها في العام التالى، ظللت أردد بهستيريا أنه مخالف للحقيقة، وأن هناك رواية أخرى أمينة للأحداث، كانوا ينظرون إلىّ كما لو كنت بلهاء.
ظللت لمدة طويلة بعدها أظن أن ما هكذا يٌعالج التاريخ، وأنه يجب أن تٌروَى الأحداث كما وقعت بالفعل.
لم أكن أدرى أنى حين أكبر ستكون مهمتى اختلاق ما لم يحدث، وخلط الواقع بالأوهام، وسد ثغرات الذاكرة عبر الاختلاق والمراوغة. الذاكرة تلك الآلة المخاتلة التي تخذلنى كلما اعتمدت عليها".
ذكريات تختلط بالأحلام بالحقائق مضفرة بفن واعي بما يفعله، هكذا تمضي الرواية بعذوبة وسلاسة.
تقول الراوية في مقطع من الرواية " لا أعرف لماذا استحضر ذلك العالم وتلك الشخصيات الآن، الحنين ليس دافعى على أية حال، ولم يكن أبدا كذلك، إنما محاولة استكناه وجودى ذاته، لمسه والتحقق منه، تحسس حوافه المدببة الخشنة، محاولة التأكد من أن الطفلة الصغيرة ذات الشعر البنى المجعد والعينين البراقتين هي نفسها المرأة التي تخطو فوق الثلاثين بوجل، وهي تراكم الأيام فوق بعضها البعض دون أن تعيشها فعلا.
أن أتيقن من أن تلك الأحداث التي تلاشت ولم تعد هناك حدثت بالفعل، وليست من بنات أوهامى وخيالاتى، أنا البارعة حد الموت في خلط الوقائع بالأوهام، والحقائق بالضلالات، والعائشة دوما بوعى غائم.
غير أنى أعود فألعن الواقع والحقيقة، إذ ماذا تعنى هذه الكلمات في عالم كهذا، ومع حيوات مستلبة كهذه؟
استعذب الاختلاق وخلط الأوراق ببعضها البعض، وأهوى المقامرة التي غرسها أبى في نفسى بمهارة التجار ومكرهم.
حين كنت في الثانية عشرة من عمرى قرأت "واإسلاماه" لعلى أحمد باكثير، وامتزجت بشخصياتها: جهاد، قطز، والظاهر بيبرس، وعندما شاهدت الفيلم المأخوذ عن الرواية نفسها في العام التالى، ظللت أردد بهستيريا أنه مخالف للحقيقة، وأن هناك رواية أخرى أمينة للأحداث، كانوا ينظرون إلىّ كما لو كنت بلهاء.
ظللت لمدة طويلة بعدها أظن أن ما هكذا يٌعالج التاريخ، وأنه يجب أن تٌروَى الأحداث كما وقعت بالفعل.
لم أكن أدرى أنى حين أكبر ستكون مهمتى اختلاق ما لم يحدث، وخلط الواقع بالأوهام، وسد ثغرات الذاكرة عبر الاختلاق والمراوغة. الذاكرة تلك الآلة المخاتلة التي تخذلنى كلما اعتمدت عليها".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق