الثلاثاء، 27 يناير 2009

عندما قرأ الكندري .. من وحي حماقته

أقامت دار العين أول حفل قراءة شعرية لها ، بعد مراس طويل مع مع الندوات ومع صالون العين الثقافي ، وذلك يوم 25 يناير 2009 في مقر الدار بالكورنيش ، وكان الحفل الأول من نصيب الشاعر الكويتي ابراهيم الكندري ، وذلك احتفالًا بصدور ديوانه الجديد " من وحي الحماقة" عن دار العين للنشر.
في البداية وصفت د.فاطمة ديوان الكندري ، بأنه خلجات ومشاعر تفضل سيعتبرونه شعرًا أم لا.أن تطلق عليها لفظ "بوح"، فابراهيم يشجينا ويشاركنا البوح بما خطته ريشته.
أما الكندري فشكر د.فاطمة على ايمانها بالعمل ولأنها كانت أحد أسباب رؤيته للنور ، كما شكر د.مختار أبو غالي الذي بدد الهاجس الذي انتابه حول مدي تقبل الجمهور له .
..
قرأ الكندري ..من شعره ... ولكنه لم يخلق الحالة بمفرده ، فقد ساعدته الموسيقى الصوفية الراقية التي كانت تصدح بصوت ناعم من جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به ، في اعطاء فن الالقاء بعد آخر تتكامل فيه الم
شاعر الفطرية الغير ملموسة الناتجة عن سماع موسيقى راقية ، والمشاعر الشقيقة لها الناتجة عن الشعر.
قرأ الكندري الديوان بالكامل . وشهد تصفيق الحضور أكثر من مرة .
من جانبه علق د.مختار أبو غالي ، أن "البوح" الذي أفاض به ابراهيم ، يمكن ادراجه تحت تصنيف قصيدة النثر . وأضاف بأن الالقاء جزء من
الشاعرية . فمثلًا الكل يتذكر المعركة حامية الوطيس التي كانت دائرة بين أحمد شوقي وحافظ ابراهيم . كان شوقي "أشعر" من ابراهيم ولكن حافظ كان يجيد الالقاء أكثر من شوقي.ولذلك كان شوقي يشترط على كل الندوات التي تدعوه للحضور والقاء شعره ؛عدم تواجد حافظ ابراهيم لأنه يعرف أنه لن يقدر على منافسته في الالقاء.
أما د.فاطمة فعلقت على القراءة بأنها وهي تقرأ وصلت لها أحاسيس معينة ، ولكن عندما سمعت بأذنها ابراهيم وهو يقرأ فقد "جلي" ما خفي عليها من معاني بعض الجمل. وأضافت أنها تزعم أن الكندري خلق موسيقى خاصة بشعره فعنده ايقاع يعنف أحيانًا ويذوب رقة أحيانًا أخرى، وكل قصيدة تفرض طبيعتها.
أما القاص شريف عبد المجيد فقد علق بأن ما سمعه فعلًا هو الشعر بعينه،وهناك العديد من شعراء النثر ممن اتحفونا بمشاع
رهم ،ـ فإن لم نعتبر هؤلاء ( أنسي الحاج، حجازي) وغيرهم شعراء فمن نعتبر إذن.
أما د.سليمان العطار فقد حيا الكندري على فكرة "سب" الحماقة ، لأن العرب كانت عندهم حساسية دينية من هذا الفعل فقد نسيوا القدر وبدأوا يقولون الزمان ، ونسبوا حديث للرسول عليه السلام يقول" لا تسبوا الدهر" . لذا "فأن أحييك على وصف قدرك بالحماقة".
كما أخذ يعلق على بعض الجمل الشعرية الواردة عند الكندري منها "وهكذا علمني أبي أن البكاء في حضن الحريم حرام " حيث اعتبر العطار هذه ال
جملة تطوير شعري " لأنه من المعروف أن العرب تعتبر بكاء الرجال بأكمله عيب .. ولكن هنا خصه الكندري بأن يكون مشروطًا بالبكاء في حضن الحريم .. أي أنه يعطي ايحاء بأن البكاء خارج هذا الحضن حلال".
كما علق على جملة" أوصل البوح هوسي.. ولكل منّا أن يختار هوسه" ..حيث قال بأن " هناك مثل أسباني يقول .. من لا يدخن ولا يشرب النبيذ .. يجد شيطانه في الآخر.."
وعلق أيضًا على استخدام الكندري لصفة "الردىء" عند الحديث عن الزمن ، وقال أنه على الرغم من أن هذه الكلمة _أي الزمن الردىء" وصف مستهلك جدًا إلا أنها في السياق الذي أدخلها الكندري فيه جاءت مغايرة ومختلفة فعلًا.
كما مدحه على ادخاله مفردات مثل"فيروز_نزار قباني" في شعره، فهما جميلان في عالم قلت فيه قيمة الجمال.
واعتبر جملته" كوني أحمل لقبًا لايعني لي بقدر ما يعني للآخرين" فلسفة خاصة جدًا
أما د.فاطمة البودي فأصرت على قراءة مقطع أعجبها وهو "
أعيد رسمك في بالي،
وجنتك السمراء بلون النبيذ،
عيناك الساحرتان،
والحاجبان فوقهما كما طيور
النورس في لوحة طفل عاشق
للبحر"
كان هذا الطفل أنا يومًا
وقد غرق"
حيث أعجبها وصف الحاجبان بطائر النورس.كما علقت على البيت الذي يقول"
حين اللمس،
أرفع ذراعي كما نورس،
أدور،،، أدور،،، أدور،
أواصل الدوران وأهمهم،
أتأتىء، أبأبىء، أتمتم، أغمغم،
أدندن، ثم أكعكع،
فعل هذيان،" حيث يساعد الوزن على خلق حالة شعرية جميلة ، تساند معنى الجملة.
ومن جانبه قال الكندري بأن أحد الأسباب التي دفعته لكتابة "من وحي الحماقة" هوأنه كان في رحلة إلى المغرب العربي ،وكان الهدف من الرحلة هو أن يرى المغرب التي هي بقايا حضارة الأندلس العظيمة. "وأحبتتها جدًا . وبعد ما انتهت الرحلة ،وبعد ما ركبت الطائرة تخيلت المغرب امرأة ..... وكتبت لها رسالة".

ليست هناك تعليقات: